آخر تحديث :الاحد 27 يوليو 2025 - الساعة:12:42:48
أوقفوا جرائم الإبادة في اليمن
نهى البدوي

الاحد 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

يضيف التفجير الانتحاري، الذي استهدف المركز الثقافي في محافظة إب حيث كان يحتفل به جماعة الحوثي بمناسبة المولد النبوي، يوم الأربعاء 31 ديسمبر 2014م، وراح ضحيته أكثر من 26 شخصاً، بينهم أطفال تم استدعاؤهم من المدارس للاحتفال في ذكرى المولد النبوي، جريمة إرهابية جديدة أكثر بشاعة وإبادة للأبرياء أطفالاً ونساء وشباب تضاف إلى سجل التنظيمات الإرهابية، الحافل بجرائم الإبادة للأبرياء في بلادنا.

من يقرأ التصريحات الأخيرة للأستاذ سلطان العتواني مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية التي اعتبر فيها "أن مسلحي جماعة الحوثي والقاعدة يمارسون حرب إبادة ضد اليمنيين بسبب المعارك التي يخوضونها بعدة مناطق في البلاد، والتي رأى فيها أن بروز تنظيم القاعدة كثيرا في الوقت الحالي في الأغلب كان بسبب تمدد الحوثيين إلى عدة محافظات بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر الماضي .ومن يفتش فيها بدقة سيجد أنها نابعة من حرصه الوطني على الشعب وتعبر عن مخاوفه من تبعات " الإبادة والقتل والتشريد للمدنيين اليمنيين" ضحايا النزاعات وحرب القاعدة في اليمن، وتؤكد عن موقفه الثابت والصادق الرافض لاستمرار المأساة والإبادة الذي يتعرض لها الشعب اليمني من هجمات "تنظيم القاعدة" في اليمن.

استمرار مسلسل القتل والإبادة لليمنيين الأبرياء قوض فرص السلام وبدد أمل اليمنيين الذين تطلعوا لتحقيقه عند توقيع "اتفاق السلم والشراكة" بين التيارات والقوى السياسية وفي 21سبتمبر 2014م بعد سيطرت جماعة "أنصار الله" على العاصمة صنعاء، بل إن الكثير يرون أنه خلق واقعاً مأساوياً تسبب في تمدد جماعة "أنصار الله" إلى بقية المحافظات المجاورة لصنعاء ليصل عدد المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون إلى ثمان بعد السيطرة مؤخراً على محافظة ريمة. ليتخذ تنظيم القاعدة من هذا التحول الميداني على الأرض والواقع الجديد ذريعة لشن هجماته العشوائية على مسلحي جماعة "أنصار الله" ليخوض الطرفان حرباً وحشية أصبح المواطنون الأبرياء وقوداً لها لعدم تمييز "تنظيم القاعدة" بين الأهداف التي يسميها بالعدائية له والمتغيرة باستمرار وبين المدنيين الأبرياء الأمر الذي يكشف بأن "تنظيم القاعدة" غير قادراً على تحديد الجهة المعادية له وعدم استطاعته توحيد صفوفه لتجنيب المدنيين هجماته العشوائية والتسبب في إبادتهم ، وجعل الأبرياء مرمى لنيران الأطراف المتحاربة وإبادة أعداد كبيرة منهم.

جريمة الأربعاء "تفجير المركز الثقافي باب" التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة هي جريمة جديدة تضاف إلى جرائم القتل والإبادة الجماعية للأطفال والأبرياء، التي تمثل استهدافاً لديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة، وتدل على تخبط "تنظيم القاعدة"، وعشوائية هجماته لقتل الآمنين الأبرياء في المجتمعات المحلية والقبلية في مناطق النزاعات، وكثيرة أيضاً الانتقادات السابقة الرافضة استمرار هذا الوضع المأساوي، وكان آخرها ما جاء في البلاغ الصحفي الذي أصدرته رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن السفيرة بتينا موشايت يوم الثلاثاء الماضي 30ديسمبر 2014م عن حقوق الإنسان في اليمن حيث قالت: "إن اليمن ما يزال يمتلك أسلحة صغيرة وخفيفة أكثر من غالبية بلدان العالم، وأن مواطنين يمنيين يموتون كل يوم جراء النزاعات، على يد أبناء جلدتهم، بينما يصاب آخرون في هذه النزاعات وهم في العادة مارة أبرياء ويلحق يهم الأذى لبقية حياتهم".. مؤكدة على أهمية أن يتعامل اليمن مع هذه القضية باعتبارها أزمة إنسانية بنيوية وطويلة الأمد تحصد الأرواح ويمتد أثرها إلى ما بعد هذا الجيل.

والتي خلصت بقولها :" وبوجود حكومة جديدة فإن اليمن مستعد لاستئناف انتقاله السلمي مع الإدراك الكامل لتجنب البدائل الكارثية، وإن فقدان الأرواح عبثا على مدى الأسابيع الأخيرة مجددا بين أوساط المدنيين خاصة الأطفال هو تذكير صارخ بالمعنى الحقيقي للمادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. مؤكدة بأن: "لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه".. وتشديدها بأن المواطن اليمني بحاجة ماسة لأن يتحول هذا الحق إلى حقيقة.

أمام هذه الجريمة وغيرها من الجرائم البشعة وما نراه من شواهد على الواقع تحرك مشاعرنا للغيرة على وطننا وشعبنا، فإنه ينبغي علينا مجتمعاً ومؤسسات دولة أن نحترم حقوق الإنسان والاستفادة من التجارب التي مرت بها بعض المجتمعات، ومكّنتها من التغلب على أثار الحروب والصراعات وبالذات التغلب على آثار الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وأن نغرس في مجتمعنا ثقافة احترام حقوق الإنسان والتعايش وعدم السماح لأي طرف أو جماعة مسلحة بتكرار الصراعات والحروب أو ارتكاب أعمال وحشية تطال حياة الأبرياء.. كما نتمنى أن ندرك واجبنا تجاه مجتمعنا اليمني، ويحرص كلاً منا في محيطه الاجتماعي والعملي للحفاظ على تمساك المجتمع ووحدته لوضع حد لهذه المأساة ومنع أعمال القتل والإبادة للأبرياء التي ترتكب باستمرار من قبل تنظيم القاعدة في اليمن.

أخيراً أدعو الجهات الأمنية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها وكشف ومعاقبة من يقفون وراء هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم الرادع، سائله المولى تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، متمنيه للجرحى الشفاء العاجل " وإنا لله وإنا إليه راجعون ".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل