الاثنين 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00
في البدايات انتفض اليمن كله ، شوافعه و زيوده ، شماله و جنوبه ، رجاله و نساؤه ، جميعهم أرادوا التغير ، أحسوا أنه يمكن أن تكون لمعاناتهم نهاية تحتاج للسقي بدماء الأحرار ، تمنوا أن يكسو الجمال و النعيم و الأمل وجه الوطن و ينزاح عنه قناع الشحوب و الألم .
يومها كان الكتف بالكتف و النداء واحد. اليمنيون باختلافهم و تنوعهم اصطفوا معا في ساحات الحرية أفرادا و أحزابا و جماعات لم يكن أحدا يستطيع التميز بينهم أو بين انتماءاتهم ، صرخوا عاليا بملء أفواههم الشعب يريد ، بقوة صرخوا الشعب يريد ، حينها علا صوت الشعب و ارتفع هتاف الوطنية .
كل هذا كان في البدايات ، ثم تغير نمط الحدث ، و تغير معه الهدف و الهتاف .
فبرغم عظمة التضحيات التي رافقت الثورة و مجد الأرواح التي أزهقت حينها و كرامة الدماء التي سالت لأجلها إلا أنه ظهر لاحقا من قال ليتنا لم نعرف يوما الثورة ، و إن كان على هذا عتاب ، فإن اللوم كل اللوم على من أراد ابتلاع الثورة و سعى بالناس للنقمة عليها .
اليوم تفرق الجمع حتى صار لكل ثائر ساحة و لكل فريق ثورة ، هذا يجمع و يحشد ، و ذاك يصرخ و يندد ، و آخر يتوعد و يهدد ، و الشعب بينهم حائر يتوجس القادم و يخاف المصائب . و المدهش أن أولئك يتحدثون باسم الشعب ، جعلوا للشعب ألف لسان و ألف صوت ، يرددون يحيا الشعب .. يحيا الشعب .. يحيا الشعب ، و أيديهم على زناد البنادق كأنهم يريدون قتل الشعب . يتصارعون ، يتناحرون ، يتقاتلون لأجل كرسي ، ملعون هذا الكرسي ، ملعون ألف مرة هذا الكرسي الذي أباح الدم و مزق الثورة و شتت الشعب .
