آخر تحديث :الاحد 08 يونيو 2025 - الساعة:11:45:44
من أين نبدأ لكي نصل ؟
احمد الدماني

الاحد 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00

لازلت أجهل ماذا يدور في دهاليز السياسة من خفايا ومن أحداث لم تكشف الى هذه اللحظة ولكن دائماً ما أسمع الكل يتحدثون بأن هناك مؤامرات وخطط تحاول أن تجر اليمن الى حرباً أهلية أن لم نقل طائفية ..الكل في مجتمعنا أصبح ينسج له تحاليل حسب ما يريد فتجد الكل يتحدث بلغة السياسي الفذ والقارئ الجيد للوضع وتجده يتمترس خلف خبر قد يكون مبني على حقائق زائفة ولكنها جاءت حسب ما يريد لترمم ما تبقى له من تحاليل قراءة معظم أحداثها بنيت بالغلط .

هكذا حال اليمنيين أصبحوا يجيدون التأويل والتحاليل وجملة ترافق الكل هناك مؤامرة دولية تحاك على اليمن, وعبارات أخرى شبيهة ! لنجد أنفسنا نحن من نصنع تلك المؤامرة وليس القوى الخارجية ونتحول الى أدوات تستغل الفرصة لكي تصفي حسابتها على نظرية نسجت وصدقها من قام بصنعها ألا وهي (المؤامرة ) .

لماذا لا نقف لدقائق ونعيد حساباتنا جيداً لكي نعرف من أين أتت تلك المؤامرات اليس نحن من أقصى بعضنا البعض واستخدم شعار الأقارب والأصدقاء ألم نكن طرف في تلك المؤامرات فلماذا نتهم الغرب ونحن نعلم جيداً أنهم لا يريدون وجودنا إطلاقاً ولماذا ننتظر منهم الحلول لمشاكلنا ؟؟

اليوم نحن على مفرق طرق قد يجرنا إحدى تلك الطرق الى حرباً دامية لا رحمة فيها ! اليوم الحوثيون يتحدون بأن هناك مؤامرات تحيكها أمريكا ضد اليمن وهم يبسطون بمليشياتهم ويسقطون المحافظة تلو الأخرى ويتحدثون بأنهم يفعلون ذلك لمصلحة الشعب مع أن الشعب رفضهم ونعتهم ونبذهم من الوجود فأين المؤامرة من كل ذلك .

لنذهب إلى الجنوب ونبحث أيضاً في قضيته وثورته وحراكه السلمي ماذا سنجد غير ان الجنوب شطب نهائياً من الخارطة وتبدلت كافة معالمة مع أن الكل كان يشكك بقضيته ومطلبه باستعادة الدولة اليوم اقتنعت كل القوى لماذا صرخ الحراك عالياً الوحدة التي جاءت في 90 على تراضي ماتت وانتهت في 94 بعد إرغامها بالدبابات .

لم أفهم جيداً لماذا أدور في حلقة مفرغة وأتحدث عن أحداث الكل يعلم بها جيداً ولكن فعلاً لازلت أجهل كلياً من أين نبدأ لكي نصل! لازلت أجهل من أين ننطلق لكي نصل ! ولازلت مستغرباً ماذا ستأتي به أمريكا ومجلس الأمن من حلول لكي نتفق عليها .

نحن نعيش سيناريو العرق بحذافيره خياران طرحا وكلاهما يجعلنا نعيش أحداث بغداد إمّا الحرب الأهلية الطائفية أو عقوبات البند السابع فكلاهما مر والعراق دليل على ذلك لم تعد هناك هوية ولا وطن يذكر واليوم نحن على مشارف تلك الهاوية .

نحن لا نحتاج لأمريكا ولا لمجلس أمن دولي نحن نحتاج الى دعوة صادقة نحتاج الى رحمة ربانية تنقذنا من كارثة لن يسلم منها المواطنون سواء في الجنوب او الشمال نحتاج الى معجزة تنقذنا فيما نحن متوجهون إليه نحتاج ونحتاج ونحتاج الى أن نبسط أذرعتنا الى الله ونرجو منه أن يجنبنا الحرب.

لهذا لازلت أجهل القادم ماذا سيكون ولهذا كانت كتابتي للمقال ضعيفة ولهذا عجزت أن أقول ما وددت كتابته ولهذا لازلت أجهل من أين نبدأ لكي نصل وإذا وصلنا ماذا سنجد هناك ينتظرنا ؟!!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص