الاربعاء 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00
من مصائب الدهر التي تجعل الناس سكارى ومن غير مسكر هي تغول واستشراء داء الفساد , حتى أصبح بعض الجنوبيين والذين رضعوا حليب الفساد العفاشي يستهينون بأرواح شعب الجنوب ، ويجعلون من إزهاق الأرواح وسفك الدماء البريئة في عدن وحضرموت وأبين ولحج ومكيراس وبقية مناطق الجنوب . . يجعلون هذه الضحايا البريئة سجاداً أحمر يمشون عليه إلى منصة الحكم والتحكم والتشبث بالمواقع والمسؤولية غير عابئين بالثكالى والأيتام والأرامل والتي خلفتها حروبهم العفنة إلى حرمان الناس من معاشاتهم والموت قهراً وكمداً ومن موت ذوي الغسيل الكلوي والربو والضغط بسبب حرب " طفي لصي " .
عندما يصبح الشعب في الجنوب ساحة لممارسة هذه الحروب الناعمة والتي تتخفى وراء " عر امبلاكات تحمى " لكهرباء " طفي لصي " وملحقاتها كانقطاعات مياه الشرب وضجيج " المواطير " وانعدام الماء البارد وقطع الثلج " البرد " . . فنحن هنا أمام مصائب للدهر لم نقرأ أو نسمع عنها فيما مضى . . مصائب جعلت من قتل شعب بأكمله وحصاره وتنغيص معيشته وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية مسألة فيها نظر . . مسألة لا تهم منظمات ودول العالم التي تتشدق بحقوق الإنسان كذباً وزوراً حتى أنها تتباكى على فرد واحد لو حصلت له مصيبة وتتجاهل شعباً بأكمله .
وقد صدق الشاعر والأديب السوري الثائر ديب إسحاق حين قال :
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر . . وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
والحقُّ للقوَّةِ لا يعطاهُ إلاَّ مَن ظفر . . ذي حالة الدنيا فكن من شرّها عَلَى حذر
ونحن اليوم في عدن والجنوب بملاييننا نمر بهذه الصورة فتجويعنا وقتلنا بتفخيخ الأوضاع وانقطاع الكهرباء وانعدام المحروقات وقطع المعاشات فعلا اصبحت مسألة فيها نظر وليست في عداد الجرائم التي تستحق الوقوف بحزم وعزم للتصدي لها ومحاسبة من يقوم بها ومن يستثمرها ومن يدعمها .
إذا ماتت الضمائر لدى البعض من أمثال من تم ذكرهم وفي ظل وضع مائع وزئبقي , فقد يموت الآلاف ولا يلتفت لهم أحد لأننا في زمن الغفلة ولا نقول المغفلين لأن حتى من يريد أن يكسب يجب أن لا تكون هذه هي وسائله , فالعفونة والإجرام بمثل هكذا طريقة لا مكسب بعده وإنما خسارة وأول من يخسر هو من خطط ودعم وفكر ودبر بوعي أو بغير وعي .. فالشعوب لا تموت ولا تنتهي .. ولكن الأفراد هم من ينتهون فقط ولو كانوا يعيشون في بذخ وفخفخة وبروج عاجية أما الشعوب فلا وألف لا والأيام ستثبت هذا كما أثبتته في سالف الأزمان .
