الاحد 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00
كنت اقراء تقرير عن السياسة الخارجية وعن المؤامرات الدولية على الوطن العربي والإسلامي كنت أحاول الخروج من دائرة المعاناة التي تعيشها عدن من أزمات ومن تسريح وتفتيت للمقاومة الجنوبية وعدم إستيعابها في القطاعات السياسية والعسكرية والخارجية من قبل حكومة الشرعية و التحالف العربي ..
حاولت الربط بين تلك التقارير وبين وضعنا الحالي فذهبت الى مربع الصراع الوهمي في مأرب لنعرف كيف تقاس الأوضاع هناك فوجدت أن محسن وأدواته في حزب "الإخوان" استطاعت استثمار الحرب وتوظيفها توظيف حقيقي من كافة النواحي سوا عسكرياً او سياسياً ..
لا أخفي عليكم وجدت الفرق بين المقاومة الجنوبية في الجنوب والمقاومة الشعبية في الشمال كبير جداً ففي مأرب يعمل الجميع تحت إطار وحزب ساسي موحد تحت قيادة موحدة تسرق وتخطط لمستقبل الحزب بينما في الجنوب بعد انتهاء الحرب وقعت المقاومة في خطأ الحراك وتشتت بين مجالس وجماعات وهذا ماجعل التحالف يدير ظهره عنها ..
الكلام عن تلك الفروق طويل ولا أعتقد ان الكل يجهلها فمن كسر المد الإيراني ومرق انوف مليشياتهم في التراب خذل من الحكومية ومن التحالف العربي أيضاً بينما من اوجد لهم مساحة كبيرة في الأرض ومكنهم من ابتلاع الدولة يحظى بدعم واسع النطاق يكاد ان تنصع لهم دولة لو أمكن ..
تعتمد تلك الجماعات المتحزبة في مأرب على الحل السياسي ولا تعول على الحل العسكري فمباحثات الكويت تعتبر لهم طاقة أمل للعودة إلى السلطة كشركا مثلهم مثل طاقة الأمل لمليشيات الحوثي وصالح بينما نحن في الجنوب أصبحنا في مهب الريح وننتظر المجهول فنحن من يسيطر على 70% من الأراضي المحررة ولكن سيطرة تفتقد الإدارة السياسية والاطار السياسي للقضية الجنوبية ..
في خطاب حمله ولد الشيخ من الانقلابيين لمجلس الأمن تضمن فحوى الخطاب نحن ستستأنف المشاورات ولكن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 لن يطبق لأننا نعتبر طرف والحكومة طرف آخر ولا توجد في اليمن قوى محايدة نسلمها مؤسسات الدولة والأسلحة لذا يجب تعديل فقرات القرار بدلاً ونعمل على الفقرة الثالثة لنحصل على الأولى وهي تشكيل حكومة جديدة تستلم ماذكر أعلاه ..
الكل في شمال اليمن من سياسيين ومثقفين وخبراء وأحزاب وصلوا الى قناعة أن إطالة الحرب ستجرف اليمن الى سيناريو الحرب السورية والعراقية وبدأوا العمل على وضع تنازلات حزبية وتقسيم السلطة بتسوية سياسية مقنعة بينما نحن لازلنا عالقين في توحيد القيادة وإعلان حامل سياسي للقضية الجنوبية ..
مؤسف جداً ان نصل الى هذه الحالة المزرية نقف على عتبة التاريخ نفتخر انتصارات المقاومة الجنوبية بدماء الشهداء وحرر الجنوب بمعنى انتزعنا النصر بالقوة ولكن نجد أنفسنا مرة أخرى واقفين أمام عتبة التاريخ نندب حظنا لقد سرقت انتصاراتنا ونحن نتفرج وهم يتنزعوها منا دون ان تسقط قطرة دم واحدة لقد سرقت منا بقرارات ورقية وليس بأصوات المدفعية ..
ان التاريخ يدون لتقرأ الأجيال فماذا دون التاريخ للقيادة الجنوبية ؟!
"احمد الدماني"
الثلاثاء 19 يوليو 2016م
