السبت 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00
في اتصال هاتفي تلقيته من أحد الاخوة الاصدقاء الذين أكن لهم كل الود والاحترام ، بعد السؤال عن احوالي انتقل مباشرة الى النصيحة التي يظهر أنها كانت السبب الرئيسي لاتصاله بي ..
استطرد أخي المتصل حديثه ومر على ما أسماه تحفظاتنا على طريقة تعاطي موظفي الثورة الجنوبية لدى الشرعية فيما يخص مستقبل قضية الجنوب وقال بالحرف :
انا احترم طرحك ورأيك وانا معك في كثير من تخوفاتكم نحو مايدور على الساحة الجنوبية وتابعت كتاباتك واطروحاتك في هذا الشأن وانا على ثقة تامة من دوافعكم الوطنية وقلقكم المشروع في ظل ضبابية المشهد واضطراب الخطوات !!
شكرت صديقي على اهتمامه وأوضحت له أنني لست معاديا لأحد لا لشرعية ولا لموظفيها من ثوار الجنوب ولكنني فقط أشعر بأهمية تنظيم العلاقة بين الشرعية والثورة الجنوبية وتوضيح معالمها طالما وقد وافقت بعض أطراف قوى الثورة الجنوبية على القبول بالعمل تحت إدارة تلك الشرعية لأنني باختصار لا اعترف في العمل السياسي بالوعود السطحية غير الملزمة ولا أرى خيرا في التبعية العمياء ، وذهبت لتذكير أخي العزيز أننا سبق وأحرق البعض منا ممن يتغنون اليوم بإنجازات الوظيفة الشرعية صور لبعض قادة ثورة الجنوب ومنهم على سبيل المثال محمد علي أحمد عندما ذهب للحوار بالرغم ان موقف محمد علي الذي كنت أنا أحد المعارضين له حينها كان أسلم وأقوى بكثير من موقف ثوار الوظيفة اليوم ، على الأقل محمد علي احمد ذهب إلى مؤتمر معترف به إقليميا ودوليا وكان خاضع لرقابة ورعاية ومتابعة إقليمية ودولية وفيه محاضر وجلسات مسجلة وعلامات لا أحد يستطيع الهروب منها أو إنكارها ، أما اليوم فنحن التحقنا بالوظيفة الشرعية وليست لدينا رؤية سوى خطاب مهتريء يتحدث عن بسط النفوذ على الأرض غير واضح الآليات والمعالم والطريق ، ووعود للشرعية هي أقرب إلى (القبيلة) منها إلى السياسة .!!
فكيف لنا أن نبني نفوذا على الارض بمعزل عن الجهة التي أساسا نحن متواجدين على الأرض كمسؤلين بقراراتها الجمهورية. .!!
كيف سنسيطر على تلك الأرض ونحن الأقل إمكانات مادية وعسكرية وتنظيمية وغيرها ولانمتلك أي اتفاقات واضحة مع أطراف الصراع اليوم تمنحنا الاستقلالية وحق قطف ثمار جهودنا !!
كيف سنسيطر عل الأرض والحقيقة تقول ان فصيل واحد هو فقط من يعمل من فصائل الثورة الجنوبية بل من فصائل إحدى مديريات الجنوب !!!!!
قطع أخي المتصل الحديث وقال دعنا من هذا الآن وسنناقشه لاحقا ، انا اتصلت بك لدعوتكم إلى تجنب الحديث أو الكتابة عن قيادة السلطات المحلية في هذه المرحلة لأن هناك حملة تستهدف هذه القيادة ونريد افشالها !!
قلت لأخي العزيز :
ليس نحن من سيفشل تلك الحملة او غيرها ولكن السلطة المحلية ذاتها هي من بيدها إفشال ما اسميته مؤامرات ببساطة من خلال الآتي :-
أولا : أن تحدد تلك القيادة موقفها من أن تبقى قياده ثورية أو قيادة إدارية للمحافظة لأنه ليس مجدي أن تجمع بين الاثنتين بالذات في عدن.
ثانيا :
أن تتبنى قيادة المحافظة خطاب محايد يتبنى هموم كل ابناء عدن بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية لا أن ينصب خطابها على هموم جزء من المقاومة والثورة لان هذه القيادة باختصار موظفة لدى الشرعية وليس العكس .
ثالثا :
ان تعمل تلك القيادة على إشراك كل النسيج الجنوبي الاجتماعي للمحافظات الست في واجهة قيادة محافظة عدن وفي المقدمة أبناء عدن لان عدن تعتبر النموذج المصغر للجنوب وتختلف بهذه الميزة عن بقية المحافظات .
رابعا :
أن يتخلى الأخوة عن دورهم المعلن في المقاومة مؤقتا طالما تواجدوا في مناصب قيادية في إدارة المحافظة وان يكرسوا جهودهم لتوفير متطلبات الحياة لأبناء المحافظة وللمحافظة ذاتها .
خامسا :
أن تعمل القيادة في المحافظة وسريعا على اعلان محاكمات لكل القتلة الذين تم القبض عليهم وكل الفاسدين الذين تثبت عليهم تهمة الفساد.
سادسا :
أن تشرع القيادة فورا بتثبيت المؤسسات والابتعاد عن الارتجال والعبثية والفردية في إدارة أمور الناس والتصرف في موارد المحافظة .
سابعا :
ان تنأى تلك القيادة بنفسها عن مواطن الشبهة التي قد تجعلها هدفا للقوى المنافسة لها على الساحة الجنوبية وتثير حفيظة الأخوة في التحالف العربي وتخلق المبررات للعدو في أن يعيد نسج خيوط مؤامراته ضد الجنوب وأهله ..
بهذا وغيره من الأفعال السليمة والصحية تستطيع قيادة المحافظة بل أي قيادة في أي مكان من المعمورة حماية نفسها لانها باختصار ستقيم العدل والمساواة وبهذا السلاح الجبار سترد تلك القيادة كيد عفاش والحوثي إلى نحورهم وليس بالاتصال بنا أو بغيرنا وحثنا على الكف عن تقييم الاعوجاج ونقد السلبيات !!
أتمنى لكم كل توفيق وأتمنى أن تستمر تواصلاتكم معنا حتى ولو لم تكن لديكم نصائح تسدونها إلينا لأننا بصراحة نشتاق لكم دائما ..
هكذا أنهيت المكالمة مع الصديق والأخ العزيز (......)
