الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00
ندرك جيدا ان مشوار الثورة صعب وطريقها عسير وندرك أيضا أن الإنسان طاقة محدودة وسن افتراضي، وعلى ذلك فإن الثائر يجب أن يدرك أنه عبارة عن مرحلة زمنية يكون فيها فاعلا تأتي علية لحظة يجب عليه تسليم الراية لمن هم خلفه لضمان استمرارية الثورة حتى تحقيق أهدافها !!
لم نقرأ في سفر الثورات أن الرعيل الأول من الثوار لأي ثورة عندما داهمهم (العجز) الناتج عن الكبر واستنزفتهم صدمات مشوار الثورة دعوا شعوبهم إلى ترك أسلحة الثورة بأي حجة طالما الوطن مازال محتلا ولم يتحقق الاستقلال (المعرف) في الوثائق التي تحكم علاقات الشعوب وتبين الفرق بين استقلاليتها و تبعيتها وليس الاستقلال المنتزع من الأماني ووجهات النظر !!
ومما أعرفه أن أسلحة الثورات عادة في سلميتها هي الاعتصامات والتظاهرات والوقفات وغيرها من أشكال النضال السلمي ..وفي جانبها العسكري مايعرفه جميعنا من أسلحة وعتاد عسكري وقوات منظمة ..!!
الجديد الغريب في ما يخالف ماسبق هو حالة بعض ثوار الجنوب ( المرهقين ) جسدا وعقلا وعزيمة الذين يريدون من (الاخر) أن يقرأ الواقع من خلال نظرتهم التي ترى أن الجنوب محررا مستقلا وان على أجيال الجنوب أن تجنح إلى الاعتراف بهذه الحقيقة التي لايراها سوى هذه القلة التي تجتهد لخلق مبررات لكل حالة سقوط تمر بها ثورتنا اليوم بفضل نظرتهم المشوهة للأمور على الأرض! !
لقد باتت فعاليات ثورة الجنوب اليوم غريبة في نظر ثوار (الوظيفة) لدرجة أن حضرموت الجنوب اليوم ترفض احتضان أبناء الجنوب الذين كانت لهم الملاذ وطالما احتضنتهم وحمتهم من طغيان الاحتلال العسكري اليمني ، واصبحت عدن ترتعد أطرافها وهي تبدي رضاها بقبول فعاليات ثورة الجنوب بعد أن كانت ساحة لاتقلق أبوابها في وجه ثوار الجنوب وحملت معهم آلام مشقة مشوار الثورة ، اليوم مدن الجنوب ومحافظاته (تختطف) جهارا نهارا من أيدي أبناءها الثوار بحجج واهية استطاع من خلالها الاحتلال السياسي اليمني للجنوب أن ينفذ ويحقق ماعجز عن تنفيذه وتحقيقه الاحتلال العسكري للجنوب !!
للمرهقين المنهكين جسدا وروحا وعزيمة دعاة الاستقلال الذي لايلمسه عاقل على الواقع نقول ، أن استقلالكم وتحريركم هو وهم انتم تلوذون به نتيجة لجفاف العطاء عندكم ، فلو أن هناك استقلالا أو تحريرا حقيقيا لما اعتذرت حضرموت الثورة عن استقبال ثوارها بحجة الظروف الأمنية !!
ولما شعرت عدن بالخجل وهي توافق على استمرار الفعاليات بحجة أن الثوار سيثورون في وجه إخوانهم من ثوار الوظيفة (حملة بيارق التحرير) الذين يؤكد تحريرهم (رضى) هوامير فساد الديزل والبترول ، ويلغي تحريرهم (غضب) هؤلاء الفاسدين !!!
التحرير لم يكتمل والاستقلال لم يتحقق بعد و ( الوظيفة) الثورية خطوة في مشوار المليون خطوة قد تكون إيجابية اذا استطعنا استغلالها جيدا وقد تكون كارثة اذا استمرت على حالتها الحالية وبشخوصها وأدواتها الحالية ، والسلاح يجب أن يستمر مشهرا لضمان عدم حدوث الكارثة
وسلاح الفعاليات الثورية هو أقوى سلاح فعال نمتلكه اليوم يسبق ويتفوق في قوته وأهميته مدرعات ومصفحات التحالف الخليجي التي يراهن عليها البعض وهو مجرد (اجير --شاقي) عليها ، ويسبق الآليات الرشاشة والقنابل والعبوات وغيرها من الادوات الحربية التي باتت متوفرة في أيدي عصابات البلطجة وقطاع الطرق أكثر من تواجدها في أيدي (المتهمين) بالسلطة المحلية في المحافظات الجنوبية! !!
للمرهقين المتعبين (اركنوا إلى الراحة) هذا هو الحل الأسلم والاقرب والانفع ودعوا أبناء الجنوب يواصلوا مشوار ثورتهم فهذه هي طبيعة الحياة وقانونها لايستطيع انسان ان يعيش زمنه وزمن سواه !!!
