الاحد 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00
يظهر أن الطبع يغلب على التطبع فالذي اعتاد الشرذمة والتفريخ والاستقطاب بكل أشكاله المادية والمعنوية لن يستطيع أن يتخلص من تلك الثقافة حتى وإن امتلك كل وسائل إدارة المعركة وحتى وان دانت له الأرض وباتت ملك يمينه !
عندما تبنينا فكرة ضرورة الحوار الجنوبي للوصول إلى تمثيل جنوبي ينطلق من أرضية التمثيل الوطني المتساوي كنا نهدف إلى إيجاد ضامن جنوبي للمستقبل يحميه من عبث شطحات الماضي التي مازال الجنوب يدفع ثمنها ولكن العقلية في الطرف الجنوبي الآخر يظهر أنها لم تقتنع بمقترح الضامن الجنوبي الذي نسعى اليه وان الضامن الأقوى من وجهة نظرها هو الطرف الإقليمي الداعم لفعلها الانفرادي !!
بالأمس القريب أيضا اعتمد من سبقونا لظروف نجهل الكثير من أسبابها على الداعم الخارجي كضمان فتشرذمنا مابين تحرير و قومية وسلاطين ومشايخ وبعث وفصائل عدة ففشل معها الضامن أن يقوم بمهمته ولكي يخرج من أزمته اختار طرف ودفع به بقوة وكتبت (بظم الكاف) بعد ذلك سطور تاريخ صراعنا الجنوبي بالدم !!
اليوم يظهر أن مسرحية التاريخ تعاد فصولها ولكن بأبطال جدد ويظهر أيضا أن الضامن الإقليمي بدأ يشعر بالصداع ولهذا سيشتري دماغه ويكمل بقية فصول المسرحية (نقل درس) ولن يجتهد كثيرا وسنجد أنفسنا مرة أخرى أمام تاريخ أكثر مايحتاجه منا هو ..
في مرحلته الأولى ...
البحث عن منافي وملاجيء لجيل الشتات الجنوبي القادم ..!
في مرحلته الثانية ..
التيقظ والتهيئة لحرب الاستقطاب والدمج القسري والاختياري التي ستخلق كيان واحد قائم على التبعية للطرف الداعم تحت وصاية الطرف المدعوم والمسنود إقليميا ...
في مرحلته الثالثة ..
ستكون التحالفات في إطار الكيان الواحد التابعة للمدعوم قد تبدلت وتحولت فيها القوة وتوزعت بين أطراف يسمونها في لغة السياسة تيارات ومراكز قوى وتأتي مرحلة تدخل داعمين آخرين يستغلون حالة البناء الهش الذي لم يقم على حوار ولكنه قام على استقطاب ودمج ويدخلون حلبة الصراع ويزدهر الوطن بالمقابر الجماعية !!!!
إذا نحن فعلا صادقون بأننا نريد التحرر والاستقلال وبناء دولة جنوبية حقيقية وليس بناء سور عالي لمقبرة جماعية كبرى فان أضمن مايوصلنا إلى ذلك هو الضامن المحلي الجنوبي الذي يولد بالحوار وليس بالاستقطاب فالقوي اليوم الذي يمتلك أدوات الاستقطاب لن يستمر قويا ولن يستمر محتكرا لتلك الأدوات وكذلك الضعيف المستقطب (بضم الميم ) لن يستمر ضعيفا ولا فقيرا لتلك الادوات !!
نأمل أن لا نضيع على أنفسنا فرصة الاستفادة من تجارب آبائنا ودروس تاريخنا القريب وان نعمل على خلق أرضية تستطيع الأجيال القادمة البناء عليها والعيش بأمان ونستطيع نحن أن نحوز على دعوات الرحمات والمغفرة ونتجنب اللعنات والمسخرة !!
