آخر تحديث :الاحد 10 اغسطس 2025 - الساعة:10:10:30
الجنوب أكبر منكم ..
عبدالكريم سالم السعدي

الاحد 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

يقيس البعض قوة الجنوب وتماسكه وصحة وسلامة أهداف ثورته من خلال سلوكيات معينة لأطراف أو لأشخاص ، وترى هذا البعض أمام أي فعل شاذ ترتكبه  تلك الأطراف  يذهب إلى التشكيك بقضية الجنوب ونهج ثورتها وأهداف تلك الثورة .

في الحقيقة أن مثل هذه الأحكام تفتقد للحكمة والنضج الذي يؤهل أصحابها لأن يؤخذ بأطروحاتهم ، فالثورة الجنوبية وأهدافها والجنوب عامة أكبر بكثير من أولئك القلة المتصارعة ، وأوسع من عقليات الأحكام القاصرة والتفسيرات السطحية إذا ما أدركنا حقيقة أن المتصارعين هم قلة جندت نفسها لتكون أدوات بأيدي أطرافٍ لصراعات إقليمية ، وانقسمت تلك القلة على نفسها  لخدمة ذلك الهدف،  وحقيقة  أن هذان الطرفان المتصارعان لا يمثلان الجنوب ، وإن ادعيا ذلك التمثيل ، وأن الفئة الماكثة خارج ذلك الصراع تشكل نسبة أكثر من 80% من أبناء الجنوب .

البعض الجنوبي ذهب إلى تفسير ما حدث في الأيام الماضية  في محافظة أبين  بأعياد سبتمبر بأنه انتصار لطرف جنوبي على طرف  جنوبي آخر   ، وذهب أنصار الطرف الآخر إلى محاولة التقليل مما حصل على طريقة عفاش المعهودة   بأن أولئك شرذمة قليلة ، وأرى من وجهة نظري أن ما حدث لا يعد انتصارا لطرف على طرف آخر ولكنه هزيمة للطرفين الجنوبيين المتصارعين  ، كما أنني لا أرى معالجة ما حدث بخطاب عفاش  ولكن يجب الوقوف أمام الظاهرة تلك  التي حدثت فهي في مضمونها وأسبابها  تشكل خطرا على الجنوب  وثورته .

يجب أن نواجه حقيقة بأن هناك صراعا تشهده الساحة الجنوبية  لا علاقة له بثورة الجنوب وأهدافها بالرغم أن أدوات ذلك الصراع جنوبية خالصة  ،وإنما هو  صراع ترجع  أسبابه المتعددة والمتنوعة لحسابات إقليمية تعود أرباحها على دول وأطراف  إقليمية تستخدم لذلك الصراع مجاميع جنوبية تم تجميعها  وتهيئتها وتسميتها أيضا لتتصارع تحت رايات ( الدولة والثورة) مقابل وعود مؤجلة لا ضمانات لها لكل طرف !

في اعتقادي أن الصراع  استشرى وبات من الصعب التكهن بنهاياته ، وأعتقد أنه لن يتوقف هذا الصراع  وعبث أدواته إلا من خلال علاج تلك الأطراف من داء التبعية  لأطراف الصراع الإقليمي ، أو عزل تلك الأطراف وعدم التعاطي معها ومع دعواتها التي توظفها لخدمة صراعها الضيق دون مراعاة لجنوبيتها  ولما يترتب على ذلك من أخطار .

تفعيل دور الفئة الجنوبية الواسعة  الماكثة خارج صراع المصالح هذا من خلال حملة شعبية منظمة ترفض الصراع الجنوبي وتطالب طرفي الصراع بإيقاف هذا الصراع العبثي الذي أصبح محصورا بين أفراد يمثلون مناطق جنوبية معينة .

توحيد جهود الإعلاميين والصحفيين والكتاب والمثقفين  الجنوبيين في اتجاه التوعية من مخاطر الصراع الحالي بأن هذا الصراع  لا يمت للجنوب وقضيته بصلة ، وتحييد  هذه الشريحة الهامة عن الانقسام والتبعية للأطراف المتصارعة  .

مطالبة التحالف العربي بالالتزام بقواعد تواجده في الجنوب إنسانيا وسياسيا وعدم المساس أو العبث بالنسيج الوطني  الجنوبي .

لاشك أن ثورتنا اليوم تواجه صعوبات من حيث الهجمة الشرسة التي تشنها قوى الاحتلال ضدها  ، ومن حيث تراخي المواقف الإقليمية والدولية تجاه هذه القضية الوطنية  التي تشكل نقطة ارتكاز لحل كثير من قضايا المنطقة والإقليم ،  ومن حيث سلبية الأداء السياسي الجنوبي وحالة التشرذم التي تعيشها الساحة الثورية الجنوبية وحالة الفشل في إيجاد قيادة وطنية جنوبية توافقية تقوم على التمثيل الوطني وتضطلع بمهمة  قيادة هذه المرحلة الهامة  ، ومع كل ذلك فإنه لا يوجد مبرر لحديث البعض الجنوبي عن فشل التلاقي السياسي الجنوبي  وإسقاطه على الثورة الجنوبية فهناك فرق بين فشل تحقق أسباب استمرارية الثورة وبين فشل قوى هذه الثورة في خلق تقارب فيما بينها .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص