الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00
مازال العقل الجمعي الجنوبي في اغلبة متوقفاً عند احداث يناير 86 , ولهذا كان من السهولة استدراجة الى توصيف المعارك الدائرة في عدن وابين وشبوة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الشرعية على انها اعادة لحرب يناير 86 , وان الاقتتال جنوبي ـ جنوبي , وقد تم الترويج لهذا التوصيف من قبَل النخب الشمالية , سياسيين , عسكريين , مثقفين , اعلاميين , بل وحتى على مستوى المواطن البسيط , بكافة مشاربهم واختلافاتهم العقائدية والفكرية والنظرية والسياسية , وللآسف وقع بعض ابناء الجنوب في هذا الفخ مرددين هذا التوصيف , وبذلك وقعوا تحت سيطرة الماكينة الاعلامية الشمالية التي تسيطر عليها وتمتلكها وتديرها القوى الشمالية , بالاضافة وسائل الاعلام العربية والاجنبية من خلال استضافة ( محللين ) شماليين , ناهيك عن اسلوب الاشاعة وبثها وترويجها ..
وفي هذا الفخ وقع بعض الجنوبيين مرددين مايبث لهم دون فحص وتمحيص ولا محاكمة عقلية لهذا التوصيف , وبذلك كان من السهولة استثارة الماضي وجراحة والانجرار العاطفي دون تحكيم العقل واقناعهم بذلك , ليتم التخندق على هذا الاساس , وبذلك وقع العقل الجمعي الجنوبي تحت سطوة الماكينة الاعلامية الشمالية والتي ساهمت في تشكيل اراء ومواقف بعض الجنوبيين وتغيير اراء ومواقف البعض الآخر ..
ان مايدور من معارك ومايقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي هي دفاع عن الجنوب والقضية الجنوبية , واذا كان حدث فرز فهذا لايتحمله المجلس الانتقالي , واعتبار القوات التي تقاتل مع الشرعية تنتمي الى ابين فهذا خطأ كبير ومغالطة , لأن الشرعية لاتضم في قواتها سوى بعض ممن ينتمون الى ابين واغلبهم من مناطق معينه لاتتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة , اعطتهم المناصب وجندت اقاربهم واهل قراهم ومناطقهم , وسهلت لهم السيطرة على المال والقوة , وهذا اسلوب عفاشي بأمتياز , فهل بذلك كل من ينتمي الى ابين محسوب على الشرعية , هذا خطأ كبير بل وقاتل , واذا نظرنا الى الجانب الآخر فليس بالضرورة كل ضالعي او يافعي او ردفاني محسوب على المجلس الانتقالي , فالبعض من ابناء الجنوب يختلفوا مع الانتقالي في بعض التفاصيل ولكنهم يتفقوا معه في الهدف .
ليس ذنب الانتقالي ان من يلهثوا وراء ( الصرفة ) و ( الفيد ) ذهبوا الى احضان الشرعية , وتحولوا الى ادوات تحارب الجنوب نيابة عن الشماليين وقواتهم في المعسكرات لاتحرك ساكناً , حتى تقترب ساعة الحسم لتنتشر في الجنوب وتجني ثمار نصركم الوهمي , رافعين شعار الدفاع عن الشرعية , , كما حدث في حرب صيف 94 وشعار الدفاع عن الوحدة , وتتجدد نتائج الحرب بنصرهم وسيطرتهم والامساك بزمام الامور ليولوا عليكم اقزامكم , ويختاروا الشخصيات الكرتونية لتمثيلكم .
