الاحد 05 مايو 2020 - الساعة:00:44:24

بعث إليّ الحبيب بن الحبيب محمد نصر شاذلي وكيل محافظة عدن رسالة بالواتس الخميس الماضي 30 يناير 2020م قال فيها:

"يشرفنا دعوتكم يوم السبت 1 فبراير على ملعب المعلا الساعة الثالثة والنصف المهرجان الجماهيري الكروي لنجوم كرة القدم في الزمن الجميل.. نعم لتنفيذ اتفاق الرياض عدن 2020 تنمية .. توعية.. خدمات من أجل عدن حضور من مهم سيشارك فيها أبوبكر الماس لاعب القرن وجوهرة الملاعب وأحمد مهدي الأحمدي ملك الكرة وشرف محفوظ هداف العرب ومحمد حسن أبو علاء مرعب الحراس وموسيقار الكرة علي موسى والسلطان عمر البارك ووزير الدفاع خالد عفارة وغيرهم من عمالقة كرة القدم في عدن.

أقول للحبيب بن الحبيب محمد نصر شاذلي: هذه لفتة كريمة لصانعي مجد كرة القدم في الزمن الجميل، وهل هناك أجمل من عدن صاحبة الريادة في كل شيء على مستوى الجزيرة والخليج وبدأت في العد التنازلي بعد نوفمبر 1967م، وأصبحت صفرًا على الشمال بعد 7 يوليو 1994م، السيء الصيت الذي انتشرت بعده أسطوانة "خليك في البيت"، ولا نزال حتى اليوم ندفع متخلفات هذه الأسطوانة العفنة التي أفرزتها تبعات الدخول في النفق المظلم يوم 22 مايو 1990م، والله يجازي اللي كان السبب.

تميزت عدن عن سائر المدن بالتكافل والتواصل عبر وسائل عدة منها مبارز (منتديات) القات وحفلات الزواج (المخادر) والمقاهي ومن نجوم الرياضة والفن من تجدهم في الشارع أو المقهى أو المنتدى والبعض الآخر أخضعهم الوضع الصحي للإقامة والمرابطة في البيت، والأدهى والأمرّ أن نعلم بوفاة نجوم بارزين في الفن أو الرياضة بعد مرور أيام أو شهور أو سنوات، وهنا يصبح الحديث عن انحدار القيم إلى القاع.

ترثي وتشفق على حال نجوم كانوا بالأمس يعيشون واقعا ترفيا (سيارة + سفر + شياكة .. إلخ)، وأصبحوا اليوم يمشون بعكاز طبي أو عكاز شعبي، فعلى سبيل المثال كم أشفقت على حال المبدع الكبير سعيد فندة وأنا أراه وأسمع عن حاله والذي مات كمدا، وكم أرثي لحال المبدع الشهير خالد جميع مبارك، عازف الإيقاع الذي عزف لكل الفنانين جنوبا وشمالا وعربا ومنهم الفنان الكبير محمد عبده.

هيكل الأجور حاليا يتفاوت من مؤسسة لأخرى، الأمر الذي يضعك أمام منكر لا ينبغي السكوت عنه فهل يعقل أن مبدعا كبيرا يقتات من معاش هابط لا يتجاوز 40 ألف ريال ومنظفة في مؤسسة تتقاضى راتبا شهريا في حدود 240,000 ريال .

أقول: إن خطوة الحبيب بن الحبيب محمد نصر شاذلي هي الأولى على طريق رفع المعاناة عن المبدعين وهي خطوة على طريق الوفاء والاعتراف بما قدموه لأننا لو تجاهلناهم سيتجاهلنا المولى عز وجل .. اعملوا من أجل عدن التي حضنت الجميع، شمالا وجنوبا وعربا وهنودا و صومالا ويهودا.