الاحد 14 مايو 2020 - الساعة:19:58:59
إذا قلّبنا صفات تاريخ بلدية عدن وسلطة الضواحي في الشيخ عثمان والبريقة سنقف أمام روعة ووطنية فرسان تلك المؤسسات، فلو وقفت مثلا أمام منازل القلوعة (الروضة) ستجد الوحدات السكنية بأسماء أعلام عربية (ابن زيدون – ابن الرومي .. إلخ)، وإذا وقفت أمام مدن عدن الأخرى ومنها الشيخ عثمان ستجد معارك تاريخية خالدة أو أسماء مدن تاريخية أو أعلام تاريخيين: شارع قرطبة وشارع الحمراء وشارع القادسية وشارع اليرموك وغير ذلك من روائع القرارات المتخذة من ممثلي الشعب في بلدية عدن أو سلطة الضواحي، وهذا محسوب لهم، وهم في غالبهم محترمون حتى أعضاء المجلس التشريعي من العرب كانوا محترمين ويجلون ناخبيهم وقمنا بتشطيب كل أحكامنا الجائرة على أولئك الممثلين البلديين لأن تلك المرحلة غمرتها التشنجات عندما اشتغلت العواطف وتقفلت العقول.
من شوارع الشيخ عثمان "شارع اليرموك" المجاور لمبنى منتدى الفقيد محمد أحمد يابلي، ويقع ضمن هذا الشارع مسجد دغبوس. وجاء في عدد من سكان هذا الشارع، وهم من قرائي، فقالوا: "يا أستاذ، الأقربون أولى بالمعروف، رغم احترامنا لتناولك هموم وقضايا المواطن والقضايا الوطنية والقومية الإسلامية إلا أن معاناتنا تراكمت وتفاقمت وكم صحنا وكم شكونا وكم كتبنا إلا أننا كنا نؤذن في مالطا!".
المواطنون نفد صبرهم من هيجان المجاري التي طفحت داخل البيوت وخارجها وأصبحت بيوت شارع اليرموك متميزة عن بيوت الشوارع الأخرى، ويرحم الله رجال بلدية عدن وسلطة ضواحي الشيخ عثمان الذين كانوا يحترمون ويجلون معنى اليرموك بالنسبة لتاريخهم العربي والإسلامي؛ لأن ثقافتهم مدنية تنسجم مع الروح الدينية للإسلام والروح الوطنية والقومية للانتماء، ولذلك كانت خدمات الماء والكهرباء تنطلق من هذه الروح، وبالنسبة لليرموك فقد خسرها مسؤول المجاري في الشيخ عثمان، ورضي الله عنك يا خالد بن الوليد الذي كسب اليرموك معركة.
ووقعت معركة اليرموك عام 15 هـ بين المسلمين والروم واعتبرها المؤرخون بأنها كانت من أهم المعارك في التاريخ، وكان الخليفة أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - قد سيّر أربعة جيوش عربية إلى الشام في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وكما علم هرقل إمبراطور الروم بذلك جمع جيوشه وبالمقابل أمر الخليفة أبوبكر القائد العسكري الفذ خالد بن الوليد بالمسير إلى الشام.
لبى القادة العسكريون طلب خالد بن الوليد بالقتال موحدين تحت قائد واحد فتنازلوا له لقيادة المعركة وخاضها بجيش لا يتعدى قوامه 36000 جندي ضد جيش هرقل قوامه 240000 مقاتل ودخل خالد بن الوليد التاريخ من أوسع أبوابه قائدا عسكريا من طراز فريد.
مطلوب منا وضع النقاط على الحروف وتسمية الأمور بمسمياتها وذلك بأن القائد خالد بن الوليد كسب معركة اليرموك فيما خسر مدير مجاري الشيخ عثمان اليرموك، وشتان بين المنتصر خالد بن الوليد والمنكسر مدير مجاري الشيخ عثمان!
