آخر تحديث :الاثنين 05 مايو 2025 - الساعة:00:36:52
المعاناة تصنع الرجال
نجيب يابلي

الاحد 05 مايو 2020 - الساعة:22:09:39

الزُبيدي كما روت إحدى نساء الضالع, وقالت: أكل (الدوم) ليبقى على قيد الحياة.. الزبيدي نام على رؤوس الجبال وسكن فوق الأشجار.. وعد الله المؤمنين ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم.

الزبيدي عارض جور الحاكم في زمن لا يقوى أحد أن يتكلم أو ينتقد صاحب الفخامة آنذاك .

الزبيدي اختفى عن أهله سنين حتى ظنوا أنه مات أو قتل لكن من يتجرأ أن يسأل عنه ومخابرات المحتل ودباباته ومدافعه ومعسكراته فوق كل تلة وبيت في الضالع.

الزبيدي ظلت أسرته حبيسة الفقر والحاجة؛ لأن راتبه موقف منذ 94م وبقي على هذا الحال مشرداً.

 الزبيدي سكن في أماكن لا تصلح لحياة الناس, لأنه صاحب مبدأ.

الزبيدي عندما عاد إلى بيته بعد سنين وسنين من الرفض لوجود الاحتلال ومقاومته والتشرد والضياع, يسأل ابنه بجانب بيته: تعرف أين  أبناء الزبيدي? فيقول الولد: أنا كبيرهم.

بعد عودة الزبيدي يسأل أولاده كيف كانت الحياة من بعده? فيقول أحدهم: أنا راعي غنم الجيران، ويقول آخر وأنا رسولهم لقضاء حوائجهم من السوق.

 الزبيدي مرض ومرضت أسرته دون أن يعرف حالهم أحد حتى أقرب المقربين منه.

هناك فرق من تصنعه المعاناة والتضحية، ومن تصنعه أموال الشعب المنهوبة.

 الزبيدي غسل شهداء من أعز أهله وأصدقائه.

الزبيدي ظل أسابيع على مغذيات لم يستطع أن يأكل أو يشرب, من منا زار رجال مقاومته الذين استشهدوا بقذائف الكاتيوشا والدبابات والمدافع؟

 الزبيدي أنشأ كتائب المقاومة الجنوبية من الصفر وباع أرض أبيه ليطعم بها رفاق دربه ويسقي بها رفاقه.

 الجنوب استخفاف بعقولنا وكأننا كرة ملعب يشتونا بكيفهم!.

لقد ثار من المحتل لمقتل الطفل والشيوخ والوطن فشهد له الأعداء قبل الأصدقاء.

 ضربت  بيوت قرية الزبيدي وسوي بها الأرض للبحث عنه فلم يستنكر أحد من هؤلاء المتنطعين باسم الوطن.

 ضُربت الضالع وتحاصره حجاف حتى من الماء بسبب بلاغ مكتوب فيه أن الزبيدي يوجد في مدينتهم.

للشامتين:

أين كنتم أيام السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة؟ أين كنتم حينما أشاد العالم ببطولات الزبيدي في الضالع وعدن؟

 

أنا عن نفسي أقول: إذا كان الزبيدي خائنا (فأنا الخيانة بكلها).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص