آخر تحديث :الجمعة 09 مايو 2025 - الساعة:18:42:57
ترامب يوجّه صفعات سياسية متتالية لنتنياهو.. والأخير في حالة صدمة
(الامناء نت / متابعات)

تشهد العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توترًا غير مسبوق، وسط تصاعد المؤشرات على تدهور مستوى التنسيق السياسي بين الطرفين، في ملفات وصفت سابقًا بأنها مشتركة واستراتيجية، أبرزها الملف النووي السعودي، واليمني والإيراني، وحتى التعامل مع حماس.

وقالت صحيفة يسرائيل هيوم، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، إن أزمة غير معلنة تخيم على العلاقات بين الطرفين، متسائلًا: "كيف يُعقل أن نطلب من حليف معلومات حول اتفاق يتعلق بمعركة نخوضها سويًا، ولا يرد إلا بعد يوم كامل؟" في إشارة إلى تعمّد إدارة ترامب تجاوز التنسيق مع إسرائيل في ملفات محورية.

وأضافت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مقربة من ترامب، أن مبررات نتنياهو الأخيرة بخصوص التلاعب في ملف مستشار الأمن القومي المُقال لم تكن مقنعة، مؤكدين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يتلاعب بالاتفاقات ولا ينفذ ما تم التوافق عليه، ويرفض المضي في التفاهمات التي تخدم مصالح الطرفين".

وأكدت المصادر أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو وصلت إلى أدنى مستوياتها، مشيرين إلى أن "البيت الأبيض يريد تنفيذ خطوات تخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، بينما يرفض نتنياهو التعاون لدعم هذه الخطوات، وهو ما يجعل من تهميشه ضرورة سياسية في هذه المرحلة".

وكشفت الصحيفة أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية باتوا يعتقدون أن نتنياهو لم يعد شريكًا موثوقًا في عدد من الملفات، وأن هناك توجّهًا واضحًا من ترامب لإبعاده مؤقتًا عن مسار القرارات حتى يعود لما وصفوه بـ"المسار الصحيح".

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة "رويترز" أن الإدارة الأمريكية لم تعد تشترط على السعودية التطبيع مع إسرائيل كشرط مسبق لأي تعاون نووي مدني أو صفقات تسليح ضخمة، وهو تحول جذري عن موقف إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وتستعد واشنطن لتوقيع صفقة سلاح بمليارات الدولارات مع الرياض دون إشراك إسرائيل، وهو ما أثار حالة من الصدمة داخل تل أبيب.

واعتبرت مصادر سياسية إسرائيلية أن هذا المسار الأمريكي الجديد مثّل ضربة قاسية لحكومة نتنياهو، التي فوجئت بتراجع ترامب عن مواقف كان يُعتقد أنها تصب في صالح المصالح الإسرائيلية.

صحيفة معاريف العبرية وصفت هذا التحول بأن "ترامب أخرج إسرائيل من حساباته كليًا"، فيما أكدت القناة 12 الإسرائيلية وجود مخاوف متزايدة من أن تمضي واشنطن والرياض في اتفاق تاريخي لا دور لإسرائيل فيه.

ونقلت "معاريف" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الولايات المتحدة باتت تنظر إلى الاتفاق مع السعودية من زاوية اقتصادية بحتة، موضحين أن ترامب يسعى لإنجاز استثمار سعودي بقيمة 100 مليار دولار في القطاع الصناعي العسكري الأمريكي، وهو ما يخلق فرص عمل ويضخ أموالًا ضخمة في الخزينة الأمريكية، حتى لو كانت إسرائيل ستتفرج من بعيد، وفق تعبيرهم.

السفير الأمريكي في إسرائيل: لا نحتاج إذنًا من الإسرائيليين بشأن الاتفاق مع الحوثيين!
وفي ضوء هذه التطورات، تُجمع التحليلات الإسرائيلية على أن ترامب - رغم العلاقة الوطيدة مع إسرائيل - بدأ بإعادة ترتيب أولوياته في الشرق الأوسط بطريقة أكثر واقعية وبراغماتية، تُغلب مصلحة بلاده على التحالفات التقليدية، وهو ما يضع نتنياهو تحت ضغط داخلي متزايد، في ظل فقدان تل أبيب لدورها كلاعب محوري في المعادلات الجديدة للمنطقة.




شارك برأيك