آخر تحديث :الجمعة 27 يونيو 2025 - الساعة:23:50:11
تعز في زمن الفوضى .. جريح الواجب يُعالج على نفقته والمقربين من قيادة المحور يُسفَّرون على نفقة الدولة
(الامناء نت/متابعات:)

تتواصل فصول التمييز في التعامل مع الجرحى في محافظة تعز، حيث يُعاني الجريح مختار عبدالقادر الأجعش، أحد ضباط إدارة مرور تعز، من إهمال رسمي واضح، رغم إصابته الخطيرة التي تعرّض لها أثناء تأديته لواجبه في تنظيم السير وحماية المواطنين، بعد أن أُطلق عليه الرصاص من قبل أحد البلاطجة والمفصعين في شارع المرور.

ووفق مصادر مقربة، فقد نقل الأجعش عقب إصابته، إلى مستشفى الثورة بتعز، حيث مكث لأكثر من شهرين دون أن يتلقى العلاج الكافي، ما اضطره إلى السفر إلى القاهرة لتلقي العلاج على نفقته الخاصة، بعد أن استنزف كل ما يملك وباع مجوهرات أسرته لتغطية التكاليف.

وبحسب ناشطين، فرغم أن إصابته جاءت خلال قيامه بواجبه الرسمي، إلا أن الجهات المعنية ومنها ادارة شرطة السير "المرور"، لم تحرك ساكنًا تجاه قضيته، في وقت حصل فيه آخرون – أُصيبوا في معارك واشتباكات مرتبطة بـ"نهب أراضي وممتلكات المواطنين والتجار" – على امتيازات العلاج والسفر إلى الخارج، مدعومين من قيادة المحور ولجان الجرحى في مفارقة صادمة.

كما ان التجاهل والاهمال الرسمي طال أيضا  سمير عبد الاله، مدير مديرية القاهرة الأسبق، الذي تعرّض لإصابة خطيرة في 17 يوتيو من العام الماضي إثر قذيفة حوثية أثناء زيارة عيدية لتفقد المرابطين في الجبهة الغربية للمدينة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإنه تم نقل عبد الاله إلى القاهرة لتلقي العلاج بعد إصابته  خلال تأديته لواجب إنساني ووطني، لكن المفارقة المؤلمة أنه لم يحظَ بأي دعم أو رعاية من قبل الجهات المعنية في محافظة تعز، ما اضطره إلى الاستدانة من أقاربه ومعارفه لتغطية تكاليف العلاج والإقامة هناك.

يأتي ذلك فيما يتحدث جرحى وناشطون عن أن العشرات ممن تم تسفيرهم الى الخارج ليسوا من جرحى الجبهات ، ولكن ممن يطلق عليهم ب"البلاطجة او المفصعين "الذي اصيبوا في معارك نهب أراضي وممتلكات المواطنين والتجار في محافظة تعز "وتم افتعال مسرحيات اغلاق مباني السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية بهدف الضغط لتسفيرهم، وأسفر ذلك عن استجابة عاجلة من قبل الجهات العسكرية، التي تكفلت بعلاجهم، في الوقت الذي ما يزال فيه الأجعش وامثاله يصارعون الألم جراء الاهمال داخل البلاد او خارجها في حال تمكنوا من السفر على نفقة أسرهم في الخارج بصمت، دون دعم أو التفاتة من مسؤولي الدولة كما حدث مع سمير عبد الاله.

وتتزايد الدعوات من قبل زملاء واسرة الجريح مختار الأجعش، لانصافه ورد الاعتبار له، كرمز للمهنية والانضباط، مؤكدين أن السكوت عن هذه الانتهاكات يفتح الباب واسعًا أمام الفوضى و"قانون الغاب"، حيث يُكرم المتنفذ ويُهان الشريف.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل