آخر تحديث :الثلاثاء 26 اغسطس 2025 - الساعة:00:23:36
صاروخ انشطاري حوثي يقود المواجهة مع إسرائيل إلى منعطف خطر
(الأمناء نت / العرب)

تعرضت العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، الأحد، لغارات إسرائيلية خلفت خسائر بشرية ودمارا في البنى التحتية، وجاءت على ما يبدو محمّلة بشحنة غضب إسرائيلية استثنائية بفعل المنعطف الذي دشنته الجماعة في استهدافها مواقع في الداخل الإسرائيلي باستخدامها لأول مرّة صاروخا يحمل شحنة حربية انشطارية تحدث مفعول القنبلة العنقودية المحرّم استخدامها دوليا.

 

ويبدو تطوير الحوثيين لأساليب استهدافهم للدولة العبرية جزءا من تصعيد مقصود ومطلوب من ورائه استفزاز تل أبيب واستدراجها للردّ بغض النظر عن الخسائر التي تحدث لليمن وبناه التحتية الضعيفة أصلا، وهو ثمن تبدو الجماعة الموالية لإيران راضية بتحميله للبلد في سبيل الاستجابة لمطالب حليفتها باستدامة التوتّر وعدم الاستقرار في المنطقة.

 

وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بوقوع “عدوان إسرائيلي استهدف العاصمة صنعاء،” فيما أعلم مصدر أمني حوثي وكالة فرانس برس بأنّ الهجوم استهدف “مبنى أمن أمانة العاصمة وسط صنعاء،” مشيرا إلى “أنباء عن سقوط ضحايا.” كما أفاد شهود عيان بأنّ “قصفا ثانيا استهدف منطقة الستين الجنوبي” في وسط المدينة.

 

وأفاد الجيش الإسرائيلي من جهته بأن قواته استهدفت الأحد مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء، من بينها موقع قريب من القصر الرئاسي، إضافة إلى محطات كهرباء ومنشأة لتخزين الوقود. وقال الجيش في بيان “نُفّذت الضربات ردا على الهجمات المتكررة التي شنها نظام الحوثي الإرهابي ضد دولة إسرائيل ومدنييها، بما في ذلك إطلاق صواريخ أرض – أرض وطائرات مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة.”

 

وجاء ذلك بينما كشفت تحقيق إسرائيلي، الأحد، أن الحوثيين أطلقوا قبل يومين لأول مرة تجاه الأراضي الإسرائيلية صاروخا برأس حربي قابل للانشطار.

 

◙ تطوير الحوثيين لأساليب استهدافهم لإسرائيل يبدو جزءا من تصعيد مقصود ومطلوب من ورائه استفزاز تل أبيب واستدراجها للردّ بغض النظر عن الخسائر

 

وخلص تحقيق أولي لسلاح الجو الإسرائيلي إلى أن “الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون يوم الجمعة كان صاروخا برأس حربي قابل للانشطار،” وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي. وبحسب نتائج التحقيق فإن “هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون صاروخا من هذا النوع على الأراضي الإسرائيلية.”

 

ومن جانبه قال الجيش الإسرائيلي إنه يجري تحقيقا في سبب عدم اعتراض الصاروخ الذي أصاب منزلا في مستوطنة موشاف ينتون وسط إسرائيل، موضحا أن “عدم اعتراض الصاروخ لا علاقة له بنوع ذلك الصاروخ،” وأنّ “منظومات الدفاع الجوي قادرة على التعامل مع هذا النوع من الصواريخ واعتراضها، كما فعلت سابقا.”

 

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية من جهتها إن سلاح الجو الإسرائيلي يحقق في أسباب فشل اعتراضه الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون وما إذا كان يحتوي على مكوّنات عنقودية شبيهة بالصواريخ التي أطلقتها إيران خلال حرب الإثني عشر يوما، أي أن يكون قادرا على نثر ذخائر صغيرة تنتشر في مساحة واسعة نسبيا.

 

وأضافت “خلال الحرب مع إيران في شهر يونيو، قدّرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنّ بعض الصواريخ احتوت على ذخائر إضافية انفجرت عند ارتطام الصاروخ،” مضيفة أن هذا التقدير “تبلور نتيجة للمعطيات التي جُمعت من مواقع سقوط مختلفة.”

 

وأدى الصاروخ الذي أُطلق مساء الجمعة إلى انطلاق صفارات الإنذار في عدد من مدن وبلدات وسط إسرائيل، وسقطت أجزاء منه في فناء منزل بمستوطنة غينتون قرب اللد، دون وقوع إصابات. وفي بيان رسمي للمتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أعلن مسؤولية الجماعة عن إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2 على مطار بن غوريون.

 

ونشر القيادي الحوثي البارز نصرالدين عامر مقطع فيديو يُظهر لحظة تفكك الصاروخ. وكتب في حسابه على منصة إكس “مشهد مرعب يُظهر لحظة تشظي الصاروخ اليمني وتحوله إلى عدة صواريخ في سماء فلسطين المحتلة.”

 

وفي السابع والعشرين من يونيو الماضي قررت جماعة الحوثي تصعيد عملياتها العسكرية البحرية ضد إسرائيل عبر “استهداف كافة السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ العدو الإسرائيلي بغض النظر عن جنسية تلك الشركة،” وذلك في إطار ما تقول الجماعة إنّه دعم لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية بالغة العنف والدموية.


#
#
#
#
#
#
#

شارك برأيك