قالت صحيفة عبرية، السبت، إن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرا الاستعداد لاحتمال حقيقي لشن حرب على الحرس الثوري الإيراني.
و كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش الإسرائيلي شيّد وحدة جديدة تم إنشاؤها، وهي تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، لاستكمال ما سمته "مخطط الحرب الذي لم يتخيل أحد أنها ستأتي (الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأولى)، بحسب التقرير.
وأوضحت أن الوحدة الجديدة تأتي جنباً إلى جنب مع خطة محدثة أعدها الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
تغيير كبير
ونقلت الصحيفة عن ضباط في الوحدة الجديدة المسماة "الفرع 54"، الذي تم إنشاؤه في قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، قوله: "هذا تغيير كبير في التفكير وجد الجيش الإسرائيلي نفسه مضطراً للقيام به. لأن الأمر لن يكون شبيهاً إطلاقاً بالحرب على حزب الله، أو عملية في غزة ضد حركة حماس أو حركة الجهاد".
وبحسب الصحيفة، يركز الفرع على جمع المعلومات الاستخباراتية حول الحرس الثوري، ويتكون من 30 عميلاً فقط، ثلثهم ضباط.
وأشارت إلى أن الوحدة تقوم يومياً بتفكيك طبقات الحرس الثوري (استخبارياً)، مع وضع طريقة ناجحة للتعامل مع كل تشكيل من تشكيلات الحرس الثوري أو تطبيق طريقة قتالية من تدريبات العدو (الجيش الإيراني).
تحليل الأهداف
وذكرت الصحيفة أنه في جميع أنحاء إيران، هناك الآلاف من الأهداف العسكرية التي يمكن لإسرائيل مهاجمتها، ولكن مطلوب من قيادة هذه الوحدة "تحديد الأهداف الأكثر أهمية" بدقة للتعامل معها عسكرياً.
وأوضح أحد الضباط قائلاً: "نحلل جيش الحرس الثوري داخل إيران وليس فيلق القدس.. إيران دولة كبيرة جداً من حيث المساحة، وهم يعلمون أنه ستكون هناك عواقب على أنشطتنا في أراضيهم".
وأضاف: "ما نجمعه ونبحث عنه الآن حول الحرس الثوري له تأثير مباشر على بناء قوة الجيش الإسرائيلي، على الخطة الجديدة متعددة السنوات التي حددها رئيس الأركان، كبوصلة لتشكيل قوة الجيش في السنوات المقبلة".
وتابع: "كل يوم نجمع المزيد من الأهداف والغايات بمعدل مرضٍ، ونتعلم أفضل طريقة لضربها. لقد ضاعفنا بالفعل الأهداف في إيران، بغض النظر عن المنشآت النووية. وهذا يختلف تماماً عن عمليات المعركة، ستكون المواجهة العسكرية المفتوحة قصة مختلفة تماماً".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "جنبا إلى جنب مع ممثلين بارزين من وحدات استخباراتية مثل 8200 و9900، وقليلًا من المساعدة من الشركاء الأمريكيين، تكمل المخابرات العسكرية مخطط الحرب".
وتزايدت التوترات بين إسرائيل وإيران، في ظل رفض الأولى توقيع واشنطن أي اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن أي اتفاق تبرمه واشنطن مع إيران، لن يكون ملزماً لإسرائيل، التي ستفعل كل شيء للدفاع عن نفسها.
وتأتي المحادثة بين نتانياهو وبلينكن على خلفية تقارير مختلفة تفيد بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية استأنفت المحادثات مع الجمهورية الإيرانية بشأن أنشطتها النووية، ووفقاً للتقارير، ولأول مرة منذ انسحاب الولايات المتحدة في ظل إدارة دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق الأصلي الموقع عام 2015، عُقدت محادثات مباشرة بين مسؤولين من إيران والولايات المتحدة بشكل غير معلن.