2025-07-30 21:14:17
الجنوب دول برجالها الأوفياء :الشيخ المناضل عباس الشاعري أنموذج

 

 

تدور الأيام وتتغير المصالح وتتبدل المواقف وتشتد مجريات الأحداث وتغير مبادئ وقناعات، إما في أسلوب الترهيب فتخرص الأفواه وتستسلم لسياسة الأمر الواقع، وإما ترقيب فتتم المساومة وشراء المبادئ الوطنية والقناعة الثورية. وتبقى وحدها مواقف الرجال الصادقين كما هي ثابتة وشامخة بثبات وشموخ جبال الجنوب، فيتحدون سياسة الترهيب والترقيب والعنجهية بثبات وصمود واستبسال دون الاكتراث لكل ما يتعرضون له بعد أن استرخصوا أرواحهم ومستقبلهم وتحملوا قساوة الحياة في سبيل الانتصار لسيادة الوطن وكرامة الشعب الجنوبي.

إن من أطرق له اليوم في سطوري المتواضعة هو أحد أولئك الرجال أشباه الجبال، وهو المناضل الجنوبي الشيخ عباس صنيج الشاعري رئيس الجالية الجنوبية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. فعندما نكتب عن ثائر بحجم الشاعري، فإننا نكتب عن واقع ثورة خاض مراحلها في سن مبكر، فكانت له المدرسة والمنزل والحياة، وتعلم منها التضحية والفداء على أرض الرجال الذين لا يهابون الموت في سبيل الوطن، ولا تثنيهم المغريات على حساب الإرادة الشعبية وسيادة الوطنية.

حتى أصبح مناضلًا صلبًا ورقمًا صعبًا حمل هم شعبه على حساب زهور عمره، وخاض مرارة الملاحقة وتحدى سياسة الموت وآلات القتل العفاشية والإخوانية. ليخرج في ساحات النضال مع أول انطلاق لثورتنا التحررية للعلن عام 2007، وتقدم الصفوف هو ومجموعة من الثوار، متحدين كل أنواع الغطرسة ليعلنونها ثورة جنوبية في زمن كان الكثير يتحاشى ذلك خوفًا من البطش.

وبينما البعض يستعطف عفاش وحاشيته للحصول على بعض المميزات أو الضفر ببعض فتات النقود التي كان يشتري فيها الذمم والمواقف، مرددًا "ثورة ثورة يا جنوب برع برع يا استعمار"، ليغض ذلك مضاجع الطغاة وعرش الغزاة ويحشدون كل ما أوتوا من قوة لاخماد تلك الثورة.

إلا أن أصواتهم وعزيمتهم أقوى من ذلك بكثير، ليكسرون حاجز الخوف ويقهرون سياسة الموت ويترجمون ذلك بثورة عارمة التحق بركبها الشعب المغلوب على أمره من كل حدب وصوب. المناضل عباس الشاعري أسطورة في النضال وعلم من أعلام الوطن ورمز من رموز الثورة، عرفه الجميع بأفعاله قبل أن يسمعوا أقواله.

عندما نتحدث عن المناضل عباس الشاعري، فإننا نتحدث عن رجل شق طريقه وفرض نفسه في قلوب العامة، وحمل فوق طاقته هم شعبه، ولم يكن ولن يكون يومًا متسلقًا على حساب الآخرين، وإنما مستبسلًا مدافعًا عن الحق، رادعًا لكل متغطرس ومتكبر. نراه عند كل نداء وطني ملبيًا دون كلل أو ملل.

إن أدوار الشاعري التي نبتهل إلى الله أن تدوم بدوامها لسنوات مديدة، لا توفيها الكلمات أو تلخصها السطور، وإنما صفحة مفتوحة تعجز أن تحتويها مجلدات. فكيف لي أن أذكرها في مقالي وصفحتي المتواضعة؟ أأمل أن يلتزم لي العذر لتطفلي هذا، وبنفس الوقت لا ينكرها أو يجهلها إلا جاحد أو جاهل لا يعرف قيمة الرجال أو يقدر مواقفهم المشرفة.

حفظك الله أخي المناضل الشيخ عباس الشاعري، ووفقك إلى ما فيه الخير للبلاد وللعباد، وإننا منكم وإليكم، بل عصاكم التي لا تعصيكم، وإننا على الدرب سائرون، وللحرية تواقون، وفي سبيل الوطن مستبسلون، والله حافظكم وهو نعم الحافظين

http://alomana.net/details.php?id=247118