كشف تقرير خاص عن التطورات المثيرة المتعلقة بما يُعرف بـ"كشوفات الإعاشة" في اليمن، والتي بدأت منذ عام 2012، وتوسعت على مدى أكثر من عقد، لتشمل آلاف الأشخاص الذين يحصلون على رواتب بالدولار بينما يعيش المواطنون اليمنيون ظروفاً معيشية صعبة.
البداية: الكشوفات والناشطون
بدأت الحكاية بحسب الإعلامي صلاح بن لغبر بعد فتح أبواب بعض دوائر مكتب الرئاسة والوزارات أمام ناشطي وناشطات الساحات في صنعاء وتعز، حيث صُرفت لهم مخصصات مالية حتى لمن لا يشغلون مناصب رسمية، وتم إضافة أصدقاء ومعارف إلى الكشوفات بشكل مستمر.
التوسع بعد سقوط صنعاء
مع اجتياح الحوثيين للعاصمة، لم يُظهر الكثير من المستفيدين أي دور في المقاومة، بل غادروا إلى الرياض والقاهرة وإسطنبول وماليزيا، حاملين معهم حق استلام الرواتب بالدولار، والعيش في رفاهية بعيدة عن الأوضاع الصعبة في البلاد.
تحوّل الملف إلى أداة سياسية
مع مرور الوقت، توسعت الكشوفات لتشمل مغتربين وإعلاميين ومقربين من المسؤولين، إضافة إلى بعض العاملين غير الرسميين في مكاتبهم. ومع تصاعد الخلاف مع المجلس الانتقالي الجنوبي، أصبح الملف أداة سياسية، حيث تم استقطاب أفراد مقابل مهاجمة الجنوب أو نشر محتوى محدد على منصات التواصل، وتقديم الرواتب بالدولار كمكافأة.
إدارة عملية الصرف
كانت عملية الصرف تُدار من قبل عدة مسؤولين، لكن التوقيع النهائي كان مرتبطًا باسم مدير مكتب الرئاسة، الدكتور **عبدالله العليمي**. كما شهدت الفترة بعد انتفاضة ديسمبر 2017 ومقتل الرئيس السابق صالح، إضافة موجة جديدة من المستفيدين إلى هذه الشبكة المتسعة.
الوضع الحالي
اليوم، يعيش المستفيدون من هذه الكشوفات على رواتب منتظمة بالدولار في المقاهي والشقق الفارهة والفنادق. بعضهم حصل على جنسيات أوروبية وكندية، بينما لا يزال آخرون ينتظرون دورهم، في حين يظل المواطن البسيط مضطراً للمعاناة اليومية.