2025-09-18 18:17:35
فلسطينيو غزة تائهون بين نزوح وآخر

 يجد سكان غزة أنفسهم تائهين بين نزوح وآخر، مع توسيع الجيش الإسرائيلي هجومه البري على كبرى مدن القطاع المدمّر بعد قرابة عامين من الحرب مع حركة حماس.

ونزحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إما سيرا أو مستخدمة المركبات أو العربات التي تجرّها الحمير، محملة بما تيسّر من المتاع القليل المتبقي.

وقالت آية حمد (32 عاما) التي تعيش مع 13 شخصا من عائلتها في حيّ النصر غرب مدينة غزة إن القصف متواصل بالمدفعية والمقاتلات، إضافة إلى إطلاق النار من الطائرات المسيّرة.

وتابعت حمد “أشعر بأن قلبي يخرج من صدري مع كل انفجار… العالم لا يفهم ما يحدث، يريدون منا النزوح إلى الجنوب. حسنا، لكن هل سنعيش في الشارع؟! الوضع يفتقر لكل مقومات الحياة وحتى مقومات النزوح.”

تيدروس أدهانوم غبرييسوس: المستشفيات التي تعاني أساسا من الضغط، باتت على حافة الانهيار
تيدروس أدهانوم غبرييسوس: المستشفيات التي تعاني أساسا من الضغط، باتت على حافة الانهيار
وبحسب الفلسطينيين، فإن تكاليف الانتقال جنوبا ارتفعت بشكل هائل، لتتجاوز في بعض الحالات ألف دولار.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الخميس في منشور على إكس إن “التوغل العسكري وأوامر الإخلاء في شمال غزة يؤديان إلى موجات جديدة من النزوح، ويدفعان العائلات التي تعاني في الأساس من الصدمة النفسية باتّجاه منطقة تتقلّص أكثر فأكثر ولا تليق بالكرامة الإنسانية.”

وحذر غبرييسوس من أن “المستشفيات التي تعاني أساسا من الضغط، باتت على حافة الانهيار في وقت يعرقل تصاعد العنف الوصول ويمنع منظمة الصحة العالمية من إيصال معدات حيوية.”

وأفادت مستشفيات قطاع غزة بأن 12 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، قُتلوا ليل الخميس في غارات إسرائيلية على المدينة.

وكشف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن 64 شخصا في قطاع غزة الأربعاء، 41 منهم في مدينة غزة.

وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق دون التمكّن من التحقّق بشكل مستقلّ من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي الثلاثاء إن ما بدأه الجيش هو “الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة،” مشيرا إلى تقديرات عسكرية بوجود ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل من حماس في المدينة.

وأوضح “وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة.”

وأتى هذا التصعيد فيما اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023. وهي المرة الأولى التي تخلص فيها لجنة كهذه إلى أنّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.

وأعربت المحققة الأممية نافي بيلاي التي ترأست اللجنة عن أملها في أن يأتي يوم يوضع فيه القادة الإسرائيليون خلف القضبان، مؤكدة أنها ترى أوجه تشابه مع مجازر رواندا.

من جانبها أعلنت النيابة العامة الإسبانية الخميس أنّ مدريد ستحقق في “انتهاكات حقوق الإنسان في غزة” للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية.

مستشفيات قطاع غزة تعلن أن 12 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، قُتلوا في ليلة الخميس في غارات إسرائيلية على المدينة

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأربعاء إقامة “مسار انتقال مؤقت” لخروج سكان غزة من المدينة، وقال إنه سيتاح الانتقال عبره “لمدة 48 ساعة” من ظهر الأربعاء حتى ظهر الجمعة (09:00 ت غ).

وقال أحمد أبووطفة (46 عاما)، وهو أب لسبعة أطفال يعيشون في خيمة غرب مدينة غزة، إن “الوضع لا يوصف، القصف حولنا، نتلو الشهادة مع كل انفجار، كأننا نهرب من موت إلى موت،” موضحا أنه جمع هو وأفراد عائلته متاعهم ليتوجهوا نحو الجنوب، رغم عدم اقتناعه بذلك “فالقصف في كل مكان.”

وحولت الضربات الإسرائيلية المتواصلة معظم مدينة غزة إلى أنقاض. وأثار الهجوم على المدينة تنديدا دوليا واسعا، في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يشهده القطاع المحاصر، والذي بلغ حد إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة في أغسطس. كما أثار تنديدا في إسرائيل حيث يقلق كثيرون على مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وفي القدس تظاهر مساء الأربعاء أقارب رهائن أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وخلال التظاهرة قال عوفير براسلافسكي، والد الرهينة روم المحتجز في غزة، “ابني يموت هناك. بدلا من إعادته، فعلتم العكس تماما، فعلتم كل شيء لكي لا يعود.”

وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة بما لا يقل عن 65062 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين.

http://alomana.net/details.php?id=249898