شهدت مدينة تعز صباح الأحد تظاهرة جماهيرية غاضبة شارك فيها الآلاف من المواطنين، الذين خرجوا في ثلاث مسيرات حاشدة؛ انطلقت الأولى من قلب المدينة، والثانية من جامعة تعز، والثالثة من أرياف المحافظة، قبل أن تلتقي جميعها في شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة.
واستقرت الحشود أمام مبنى السلطة المحلية المؤقت، قبل أن تجوب شوارع المدينة وصولًا إلى مقر إدارة شرطة المحافظة، حيث عبّر المشاركون عن غضبهم واستنكارهم لجريمة اغتيال إفتهان المشهري، المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، وما تشهده تعز من حالة انفلات أمني مزمن وتحولها إلى وكر للإرهاب.
كما شهدت المدينة شللًا شبه تام مع إغلاق المكاتب الحكومية والخاصة ومشاركة موظفيها في التظاهرة الجماهيرية الكبرى.
وطالب المتظاهرون بسرعة تسليم مرتكبي جريمة اغتيال المشهري وكافة المطلوبين أمنيًا، مندّدين بما وصفوه بـ "تواطؤ بعض القيادات الأمنية والعسكرية مع الجناة وتوفير الحماية لهم".
وردد المتظاهرون هتاف "يا اكحلي يا فاضل سلموا كل قاتل" في اشارة الى تواطئهم وتقاعسهم عن اداء واجباتهم ومسؤولياتهم.
كما دعوا إلى ترحيل كافة القيادات الأمنية والعسكرية في تعز، وعلى رأسهم قائد المحور العسكري، ومدير الشرطة، وقادة الألوية والتشكيلات العسكرية والوحدات الأمنية، إلى جانب إقالة قيادة السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية دون استثناء.
وأكد المشاركون ضرورة تنفيذ "تطهير واسع" وإعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس وطنية بحتة، مع محاسبة كل من يثبت تورطه في تجاوزات أو تستر على المطلوبين.
ورفع المتظاهرون صورًا لضحايا الانفلات الأمني والإرهاب في المحافظة، بينهم مرسال عيدروس وأصيل الجبزي، إلى جانب لافتات تطالب بوقف الجبايات والإتاوات غير القانونية من قبل المجاميع المسلحة.
كما رددوا شعارات رافضة للإرهاب، ومطالبة بجيش وطني حقيقي ومؤسسة أمنية مسؤولة تحمي المواطنين من بطش العصابات الإرهابية.
وحمل المتظاهرون رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والقيادات العسكرية والأمنية والمحلية كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع في تعز، محذرين من استمرار حالة التواطؤ والفوضى الأمنية التي "حوّلت المدينة إلى وكر للإرهابيين".
وفي ختام المسيرة، اتجهت الحشود إلى الاعتصام أمام مبنى السلطة المحلية في شارع جمال عبد الناصر، مؤكدين استمرارهم في التظاهر والاعتصام حتى تحقيق مطالبهم.