الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00
يقال والعهدة على الراوي أن الجنوب وأد عقول أبنائه منذ زمن قديم وأنه عمل على تحييد العقل الجنوبي وإقصائه بطريقه وبأخـــرى وتحييده عن مواقع اتخاذ القرار في المؤسسات الهامة , والقول إلى الراوي أن ذلك جعل من الانخراط في الفعل الثوري الجنوبي من قبل مؤسسات رائدة في تأهيل العقل يشوبه الحذر الشديد حتى إن تعاملها بسيط في الحدود الدنــــيا ترك مسافة بين الدوائر المعنية بقيادة الجمـاهير والتي تعــــنى بإكساب الجماهير الروافد العقلية والعلمية والبشرية .
علـى اختلاف الظـروف التي عاشها الجنوب سابقا وزهد عقوله السابقة وقلتها وندرة المؤسسات التي تجيد تأهيلها والفرضيات التـــي تناقلت الروايات وتعددها و صحتها من عدمها واعتبار أن كلها رافق مرحلة ما بعد الثورة ولم يحدث أيام الثورة .
إلا أن طبيعة الثورات تصيغها فرضيات متعددة وترتكز إلـــــى الفرضية الأقوى في نجاحها والمعتمدة على الحضور الواسع لأطياف المجتمع ومدى تقبلها والانجذاب لها والإيمان والولاء الذي تعمقه بين الجماهير، وعليه فان طبيعة الثورات تقتضي أن تذهب ضحايا لاستمرار الثورة ونجاحها ,ويكون العقل البشري هو المنقذ الأوحد الضامن لرسم مسيرة الثورة وتقليل حجم الضحايا .
ويعتمد نجاح ذلك على إجادة تنفيذ البرامج والخطط التي توضع والتي يكون لراسميها تبنيها وقيادتها لتطابق الحس مع الإحساس والتنظير مع الفعل .
ليس هنا في ما ورد أعلاه غير استباق لحدود إبداعات العقل الجنـــوبي الغائب عن مسار الإبداع إلا فيما ندر، لأن عزوفه عن التفكير في معاناة الثورة ,غائب كليا ,واقل منه مغيب وما يطرح مــن عدم إعطاء حــــرية للوعي والفكر الجنوبي وإتاحة الفرصة للاستجابة له غير صحيح ومبالغ, فيه نزغ ما, لأن الأفكار تظل مذهب نفيس ينتفع بها أكان في زمن الفعل أو الزمن الذي يحل بعـــــــــده وصلاحيتها تبدأ من لحظه تحولها إلى برامج عمليه تطبق حين تلازم متطلبات من يحولها كما هي على الواقع ويتبناها ويعتمد على قدرة ترجمتها الترجمة الصحيحة لاكتمال المــــعنى غير أن بترها أو اجتزاءها ستسبب مشكله واضحة وتبدو عمل مسروق نقص من محتواه الكثير ,ما يظل في الحدود الدنيا وتترجم قبل كل عمل في نطاق العقل الذي أبدعها وأنتجــــها وملاءمتها لظروف الواقع وإمكانية استجابته لها واعتبار العقل المبدع بيئة واقعية لمطابقتها .
ربما الركون إلى ابتداع الحجج أسهل ما يكون للعقل أن يبتكرها إلا أنها تظل حججا من المستحيل أن تصدق وتطبق عند الغالبية وهناك اعتبارات لم تؤدي إلى تفتح مدارك المتحججين وتلهمهم توظيف العلم لغرضه الحق وما أعجزه وأمقته من علم من دون فائدة واستخدامه في غير محله .
إن العقل البشري المتطور المليء بالتجارب الإنسانية والعلم الهادف يقف في مواجهة مشكلات المجتمع ويكرس منهاجه الواعي والعلمي لدراسة المشاكل التي تقف أمام المجتمع وأمام قضاياه المصيرية ويعمل على تحديدها التحديد المـنهاجي الخالي من الالتباس والشك فيصورها تصويرا جليا ويجتهد لدراستــــــها مستخلصا الحل النهائي القابل للتطبيق بدقه متناهية .
