الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00
لا وقت للعناد ولا وقت للمكابرة ولا وقت لندب الحظ أو لوم الآخرين... وعملت وقدمت فكان وكان كل هذا لم يعد يجدي نفعا ولا يسمن ويغني من جوع .
من حقنا أن تكون لنا هويتنا التاريخية والسياسية ومن حقنا أن تكون لنا قبل كل ذلك هويتنا القيادية, القيادة التي تدرك دورها القيادي وتعنى بأهميتها وتحترمها احترام العزة والشرف التي تأتي من عزة وشرف الثورة .
الكل يدرك الظرف الذي نعيشه والأهمية القصوى لأجل أن تطلع قيادة واعية مجربة بدورها التاريخي في هذه المرحلة، ومــــن الأهم أن يفهم المواطن البسيط أن ظروفا مررنا بها كانت أمرّ من هذا الظرف وأشد منه قتامة غير أن القيادة لم تصل إلى هذا الإسفاف والتجني على الثورة وتصل إلى تجهيل حلمنا وتسفيه هدفنا وعدم احترام تضحيات ثورتنا وأظنها مسخت الثورة مسخا وأدارتها خلف ظهر السلطة ونكست الراية التي تشمخ بالكرامة والعزة ومن العار أن ننزعها حقها .
الآن فهمنا لماذا توبخ الجهود التي تدفع من زخم الثورة وتتضافر من اجل التئام الثورة وتجسيد وحدة كيانها الثوري السياسي فهمنا منذ ما يربوا عن عقد فات, فهمنا أنه منذ ثلاثة أشهر كان هناك من يتجنى علينا وينازعنا حلمنا ويعطل توحد وتأخر نهجنا .
مهما كانت تعقيدات الوضع الراهن ومهما بلغت الصعاب ذروتها إلا أنها لا يمكن أن تمسخ الثورة وتدفع بها إلى حضن السلطة دفعا ,فالثورة تظل ثورة كيانها راسخ رسوخ الجبال وقيادتها لا يمكن أن تستجدي عطف أحد أو تتنازل لأي جهة كانت وتقيم مآدب التعاطف والحنان وقبل العطف والرأفة في أروقة النظام قبل أن تصدر منه كلمة ترحيب فيقابلها بقبل التـــــشفي ودعوات الأوامر القهرية.
فإما أن تكون الثورة ضلت طريقها ولا بد أن نثور عليها لإصلاحها وإما أن من ضلوا وجهلوا لا يمتون لها بصله لا من قريب أو بعيد غير أن نكهة المناطقية ورائحة السلطة والتنبؤ بفيد قادم جعل منهم يجردون سيف صدئاً باهتا، ينوي شفط عرق الكادحين وفقراء الثورة وسلخ جلودهم وتقديمها قرابين لترميم ما لحق بالنظام من تصدعات أضرت به ومن والاه .
لقد اثبت هذا عدم اعتمادنا على إمكانياتنا وقدراتنا وجماهيرنا وقوتنا وكشف أن من يتصارعون على القيادة كانوا يتصارعون على قوة السلطة التي يستمدون منها الآن جبروتهم وتلويحهم بتحقيق الحرية لوطنهم ما هو إلا هبة يأملون أن تقدمها لهم السلطة .
لقد لحقت بالثورة إهانة كبيرة وعجز من الضرورة أن نقف عليه , ماذا نفسر الدعوة التي لبتها قيادات محسوبة على الثورة موجهة من المحافظ المعين لدى سلطات الاحتلال في لحج وفي عقر دار المحافظة والهرولة المستفزة لمشاعر الجماهير الصابرة على الجوع والألم في وقت كنا نتوقع أن تلبي المحافظات وقياداتها السلطوية دعوة الثورة وتعلن من مواقعها موقفا يلبي طموح أبناء شعبهم وفوق كل ذلك كان الأجدر أن تدعوا قيادات الثورة إن جاز تسميتها بذلك إلى المكان الذي تختاره لتوجههم التوجيه الذي تمليه وتتوافق عليه الثورة .
كما أن دعوات توزيع المهام بين قوى تناقض الثورة وتناهض أهدافها وقوى الثورة يعتبر بمثابة التفاف على كل البرامج التي رسمت وميثاق الشرف التي وقعت عليه كل الشخصيات السياسية والوطنية والاجتماعية وتلك المكونات التي كشرت عن أنيابها وأظهرت هدفها الحقيقي المضر بالثورة وبعدها عن كل ما تعهدت به أمام الجماهير وتبين صدق مطلب الشعب بحلها وإعادة البناء وفق منظور يضع حدا للطيش والهستيريا وغوغاء التطاول على تضحيات أبناء الشعب الجنوبي العزيز.
