الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00
أكتبها بالردفانية، تضامناً وامتزاجاً مع أهلنا هناك حيث الدماء تخضب وجه الجبال السود، إلى الكبرياء الذي يعانق السماء، هناك حيث القصف الشديد الذي اتّبعه جيش الاحتلال اليمني على مدينة ملاح ردفان أماط اللثام عن حاله الهستيريا والانفعال غير المتزن تجاه السيطرة علــى قواته التي تتخبط تخبطا، نجم عنه شبق جنوني نحو العنف والتدمير والقتل للأبرياء , وضعف وجبن في مواجهه المقاومة الجنوبية الشرسة، التي واجهت الخصم مواجهه الندِّ للند، فأبت أن تفتك بالجنود المستسلمين وأعانتهم إلى أن أوصلتهم إلى خط الأمان، أوبعد هذه الأخلاق أخلاق.
إلا أن الغلبة كانت لهم في استهداف المدنيين من مدى بعيد يتجاوز عشرات الكيلومترات، بعد أن ترنّح الجيش في المواجهة المباشرة مع المقاومة، وفرَّ مذعوراً يجر أذيال الهزيمة والخزي والعار، عندما صدت قواته المعززة وانكفأت على أعقابها إلى أن تجمعت في منطقة آمنة على بعد كيلومترات من منطقة القتال.
المحتل سيضل محتلا، مهما خلع جلده، أو تزين في ثوب أنيق وبانت وداعته، إلا أنه لا يمكن أن يؤمنَ غدره، ما لم نكون مؤتمنين نحن على أنفسنا وأنفس شعبنا , ويقف على شاكلته كل من يعمل لديه مجاهرة بوضوح جاعلا من الثوره وأبناء الشعب خصما وندا لمصلحة نظام الاحتلال على مصلحة شعبه .
أظن أن تلك التصريحات التي وردت من قيادات السلطة المحلية واتفاقها مع قيادة جنوبيه في الثوره على أهميه الوقوف في صف واحد في هذا الظرف الصعيب؛ لمواجهه خطر التحديات القاعدية – الحوثية، ما هو إلا كذب ومحو للثورة والتفاف على المكاسب التي حققت واظهر ما يخفونه من اتفاقات مضرة بالثورة ولا تخدم وحدة الجنوبيين بمختلف مشاربهم، وما هي إلا محاولات للتخدير حتى يتم انقاذ النظام من أزمته خدمة للنافذين الحقيقيين، الذين يديرون الفعل العسكري ويجنبونهم ردة فعل الجماهير الغاضبة ولامتصاص غضبها .
حقيقة مؤلمه وألم من أولئك المضيعين الذين يباركون ويهنئون اجتماع السلطة والثورة في خندق واحد للأسف، ثبت أنه يجرنا إلى كنف النظام ويقتل أبناءنا ويضعف ثورتنا، ويضللنا تضليلا حتى يتقوى النظام ويعيد بناء جاهزيته في كافة المناحي، وعند اللحظة ألحاسمة يتخلفون عــــن شعبهم ويتركونه لقوى القتل والتدمير تعيث فيه فسادا .
إلا أنها مصيبتنا في أبنا جلدتنا، لماذا كل هذا الحقد ضد وطنهم وشعبهم الذي لم يسلبهم حقا، ولم يمنعهم من أن يمنحوه حريته واستقلاله، ولم يشاطرهم ما ادخروه من أمواله ولم يحاسبهم على ما اقترفوه من أثم وتهاون على الظلم الذي طاله .
على قوى الثورة المقاومة أن تعتمد على نفسها وتبتعد عن كل ما يرتبط بالنظام أو يشكك في وحدة هدفها وقبل كل ذلك وحدتها التي يبنى عليها تماسكها وصمودها وسلامة موقفها وجماهيرها المقاومة.
