الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00
أعتقد أن الثورة الجنوبية تعيش منعطف صعب قد تصل آخرتها حد انتهائها وزوال تأججها إلى حاله من المستحيل أن تعيده ,بحيث تواكب تطـــورات الأحداث المحيطة بها, وإما أنها سوف تذوب في مهب الرياح التي تجرها إلى جهتها والتي أظهرت أنها أقوى من ما بنته الثورة وتوقعته خــــلال الفترة الماضية أقلها في ضعف قيادتها التي انعكس أداؤها وسوى تخمينها عليها وانجرارها بخط مضاد للثورة .
من المستبعد أن تواجه الثورة كل المخاطر التي تحفها من دون أن تضع حدا للمتلاعبين والذين يحاولون توظيفها التوظيف الذي يخدم قوى محلية عربيه وأجنبية ويخدم مصالحها اللحظية , ولن يتـــــأتى ذلك إلا بامتلاك الثورة زمام أمرها وتخليها عن ما يقلل من شأنها ويرهق تطلعها باعتبارها معبره عن كل قوى الشعب دون استثناء وهدفها هو هـدف كل الشعب الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه .
ما يأخذ على الثورة تساهلها التساهل المفرط حتى جعلت من نفسها مزارا وبازارا لكل من هب ودب وأصبحت موطن لتسويق الأفكار التي تضللها أولا وجماهيرها ومن ثم فتح الباب على مصراعيه للاستقطاب المضرة بها والتي تسلبها مؤيديها و ناشطيها والى اختراق قياداتها التحتية وعـــــزل قياداتها الأساسية .
من الواضح أن ثورة مضادة خلال عام مضى وأكثر قد صنعت بإتقان لمواجهة الثورة تسير معها مسير الند بالند تتغذى علـــى نفس الوسط الجماهيري المحيط بها وتحذوا حذوها وتنتهج نفس مشاعرها وأفــــكارها وشعاراتها وأهدافها غير أنها تناقضها في تطورها ويلاحظ ذلك مــن عدة جوانب تراجع خطابها الإعلامي في حدته وتسويقه لتضليل الجـــــماهير الشعبية بما يضر الثورة والتباسها وتداخله مع ما يوجج الصراع مـع قوى ليس من مصلحة الثورة أن تتصارع معها لعدم وجود ما يبرر ذلك وكذلك ليس للثورة مصلحه تذكر من تحالفها مع قوى أخرى أو أن تصبح داجنة لها أو تابعه ما لم تتخذها هدفا وغاية لا وسيلة .
أيضا يلاحظ أن هذا النوع من الثورة المضادة يميل إلى المهادنة واتباع سياسة اللين المسيئة والحوار مع النظام وخلق نوع مـــن العلاقات الثنائية وبذلك فانه يجر الثورة بالتدرج إلى فلك النظام , تشاهده يســـــــير فـــي خطا عكس تيار الثورة وردة فعله دائما ما تكون مـــضادة للقوى الفعلية داخل الثورة ,التي تلتزم بخطها وان وهنت أوكلت إلــــى أنها لم تنحاز في خطاها سوى لمبادئ الثورة وهدفها وشعبها ولم تتخلى عن جماهيرها مهما تعرضت للأزمات والنكبات .
تجنح القوى المضادة جنوحا يظهرها بمظهر واضح باتجاه النظام وتنسج لنفسها علاقاتها ووسائلها وقنواتها التي تعمل من خلالها وتوفر لها الغطاء المناسب و تتغلغل من خلالها حتى تحكم سيطرتها على الثورة فتعمل على الانقلاب عليها انقلابا يظهر فيما بعد الأهداف التي أضمرتها وأبطنتها .
أخر التقليعات التي وردتنا أن هناك من يحاول أن يصنع مـــــــن الحراك الجنوبي جزئية هامشية طفيفة على اعتبار أن هناك قوى غيره معبرة عن الثورة لها الحق في أن ترسم الهدف الذي يناسبها بعيدا عنه وهذا مكر ما بعده مكر محاوله للاستيلاء على الثورة وحرفها عن كيانها وشرنقتها التي حافظت عليها وحمتها من الاختراق وتصوير قوى متصارعة داخل الثورة مختلفة في الهدف الاستراتيجي وما الحراك سوى إحداها وجزء من الثورة ,يذوب في ما ترتضيه هذه القوى من هدف لان تكون هي جزمن الحراك المؤسس الحقيقي للثورة فتصبح جزء مــنه تذوب في هدفه المعلن الذي تشكلت منه الثورة .
اخيرا: وللحديث بقية فان هذه القوى التي أجادت تحـــوير الثورة وإضفاء تعريف إجرائي لها يخدم أهدافها التي لا يمكن أن نقبل على تسمـــيتها ثورة تحمل في طياتها العودة بالوطن إلــــى الارتهان للنظام والوحدة ومـــــن الواضح أنها ثورة مضادة كما فعلها السابقون .
