الاربعاء 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00
طوال أشهر مضت وانا اتابع مقالات لسياسيين وكتاب وأكاديميين جنوبيين صبت كل جهودهم الفكرية أفكار وتحاليل بعيدة كل البعد عن الطريق الذي كانوا فيه يعصرون فكرة بناء دولة جنوبية مدنية تعتمد على إعطاء شعبها حرية التعبير في كل أمور تلك الدولة الغائبة منذ سنوات ...
دخلت محافظات الدولة المنشودة من قبل ذلك الشعب العظيم فبدأت خطوات وملامح بناء الدولة ترتسم بطريقة لم تكن ضمن مخططات وأفكار القيادات المتصارعة على التسمية الهزيلة لم تكن الملامح اتيه من فراغ بل قدم لها تضحيات جسيمة الآلاف من الشهداء والجرحى إضافة الى آلاف الأسرى الجنوبيين ...
انقلب السحر على الساحر فكان الرئيس هادي الرجل الأول في رسم تلك الدولة الغائبة مسيرة سنوات عجاف قطفت ثمراتها في أشهر اعتراف خليجي ودولي بمسمى المقاومة الجنوبية وانتصارات تلو الأخرى كان يقف وراءها بعد الله عز وجل الرئيس هادي وقوات التحالف العربي والمقاومة الجنوبية الأسطورية ...
أطلت بشيء كلنا نعرفه جيداً ولكن تعمدت إعادة كتابة لكي تترتب فقرات الرسالة بصورة جيدة فنحن اليوم لسنا أولئك الذين كنا من قبل فالهدف في الماضي كان دولة كان هوية كان مطلب لو كتبه مؤلفين في السينما لإنتاج أفلام تجسد تضحيات شعبا كسر جميع الأغلال وآثار شعوباً عربية ...
هنا تكمن المشكلة نقاط قوة لاتحصى تصاحبها نقاط ضعفا معدودة تنسفها وهكذا تغيرت الأهداف التي كانت في زمن السلمية ولم تعد الدولة مهمة بقدر ما ظهر أشياء أخرى اهم (السباق على المناصب) تغيرت ملاحة الكتاب والسياسيين في الجنوب الى بوصلة المحلل العكسري المتنبئ عن تفاصيل قادم الأيام ونسوا الجنوب ...
تعمد الكل من استخدام نقاط الضعف وتجاهلوا نقاط القوى وجاءت الفوضى والبسط والتلسن المناطقي المميت جميع النخبة السياسية في الجنوب صبت اهتمامها في انتظار صدور قرارات الرئيس هادي وتركوا المحافظات المحررة في الجنوب للمجهول ظهرت المقاومة في الحرب واختفت في السلم وزادت نقاط الضعف ...
تحولت الساحة المدنية في الجنوب الى ساحة تصفية حسابات وجميعنا صرنا في حلقة ضيقة نتصارع فيها لكي نصل الى هاوية العودة من جديد لم أشاهد ذلك الحرص الوطني لم أشعر بالدولة المنتظرة التي سمعت عنها خطابات وقراءت الألف البيانات مع انها وجدت إلا ان هناك من يتعمد عودتها لأسباب اجهلها ...
قبل أن أنهي ماكتبته أريد من يقراء هذه المقالة العودة الى الوراء لكي يدرك أننا طبقنا الصرخ بطريقة الغباء لم نختلف عن أولئك في مران فسيديهم لديه شعار يستخدمه فقط لدقدقة مشاعر البسطاء ونحن لدينا قيادة استخدمت نفس الشعار ولكن لبناء ذاتها فاليوم لم اجد أحدا منهم إلى بنصيحة الجمع وترك الكل يتخبط في نقاط ضعف الهاوية بدلاً من استخدام نقاط قوة الاستعادة ..
العاصمة عدن
السبت 19 ديسمبر 2015
احمد الدماني ...
