آخر تحديث :الجمعة 11 يوليو 2025 - الساعة:04:02:46
لهذه الأسباب تغلبت النخبة السياسية في شمال اليمن علينا !!
احمد الدماني

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

تتميز النخبة السياسية في شمال اليمن بطريقة التأقلم مع كافة المنعطفات في جميع التغيرات سوا كانت سياسية او عسكرية مما جعلها نخبة قادرة على المد والجزر مع جميع الأطراف المتصارعة في جميع الأحزاب والقوى  ...

 

استطاعت تلك النخبة في الشمال ان توهم العالم ان هناك فجوة لن تستطيع جميع المعاهدات والقرارات الخارجية من ترميمها حتى وصلت قناعة تامة ان شمال اليمن يعيش في صراعات وصل حدودها الى سيول من الدماء وإيقاف تلك السيول أمر مستحيل ...

 

في تلك الرسالة التي تم ترجمتها ان لا وجود اي حلول سياسية ولا تسويات ظهرت ألوية عسكرية تقاتل في مناطق مختلفة في شمال اليمن بأساليب غريبة انتصارات تعمل ضجيج إعلامي وانسحاب يتم مدارته بطريقة ذكية  ...

 

استطاعوا ان يعملوا نسيج مجتمعي متكامل اوجدوا خيارات وتسويات تعتمد على إيجاد ضمن للغريم التقليدي وتمهيد بقائه  في السلطة بطريقة مبطنة تزيد من التعقيد لقوات التحالف ويفتح شهية الدعم الغير محدود واطالة حسم المعركة حتى يتم تمكين الطرف الآخر فرصة في التقدم  ...

 

كل هذه الأساليب طبقت في مقاومة الشمال وكان يقودها نخبة سياسية تتبع حزب الاصلاح(الاخوان) ممثلة بالمقدشي وهاشم وعلي محسن ومشايخ قبلية أخرى استطاعت ان تلعب أدوار عديدة منها دور المنقلب على الحكومة والتآب بعد الانقلاب  ...

 

بينما نحن في الجنوب استطعنا ان نكسر موازين القوى لديهم وتم تحرير المحافظات الجنوبية في 26 يوما حتى وصلت نشوة الانتصار تلوح في مخيلتنا اننا قادرين على التقدم الى صنعاء وتحريرها وان لدينا مقاومة لا يشق لها غبار  ...

 

لم ندرك معنا سياسة المد والجزر ولم نفلح في أنشأ نخبة سياسية تمثل الجنوب بل عملنا على تفتيت وتدمير الشخصيات التي ظهرت في الحرب ؛ لم ندرك جيدا انها كانت هي عجلة التغيير في الموازين العسكرية والنواة التي كان يأمل الشارع الجنوبي بأنها هي من ستحدث التغيير ...

 

تعمد الجنوبيين في إهدار الوقت و ضياع الفرصة التاريخية لبناء جسر متين بين الجنوب والتحالف العربي وتحديدا عندما كان الاعتراف ان المقاومة الجنوبية والشعب الجنوبي هو من غير عجلة التاريخ وكسر شوكة المليشيات انقلابية وحطم جميع أحلامهم في السيطرة على الجنوب ...

 

اليوم ها نحن ننتظر كل شيء ونطالب دون ان يستمع إلينا اي قوى سوا في التحالف او في الحكومة وكل ذلك لو تمعنا جيدا لوجدنا اننا نحن سبب في ذلك الإهمال ارهقتنا فتات غنائم الحرب وضاع معها الجسر الذي حلمنا سنوات لكي يكون هو منطلق الاستعادة الدولة وبناءها ....

 

قضيتنا احتضرها جيل غير ناضج سياسيا ..

 

احمد الدماني

الثلاثاء  23 فبراير  2016م

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص