الاربعاء 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00
هناك زمنُ طويل انطوى في سجل التاريخ اليمني منذ بدايات السبعينات وحتى اليوم والكويت الشقيقة هي العامل والمكان المشترك الذي جمع الشطرين أعداء79م جنوبا وشمالا ، حيث كانت البداية لعهد وضعت فيه أسس بناء وتأسيس وحدة تدريجية بين الشطرين وإنهاء حالة الاحتراب بينهما، واليوم تحتضن الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح وكأن التاريخ يعيد نفسه، ولكن بأليات مختلفة وأجندة دراماتيكية اختلط فيها كثير من الأمور وتداخلت القوى السياسية جنوبية شمالية وشمالية جنوبية وبروز قوى جديدة على الارض لم تفصح القوى الاقليمية عن موقفها الصريح تجاه طموح هذا الفصيل الذي يكاد يمثل جل شعب الجنوب رغم ما يجري خلف الكواليس من تطمين لتلك القوة الموجودة على الارض من كثير من ساسة العرب ومحيطنا الاقليمي وهنا تتضح صعوبة المباحثات التي تستضيفها الكويت الشقيقة لان قوى الانقلاب والمخلوع صالح لا تملك مشروعا سياسيا يجنب الشعب والبلد ويلات الحرب التي جاءت على كل جميل ومشاريع مكتسبة لا نحسد عليها وهنا تتضح ضبابية السياسة المتبعة في اخراج اليمن من هذه المحنة التي لم تعرفها منذ قرون خلت ولهذا ينبغي على الانقلابيين انتهاز هذه الفرصة التاريخية للانصهار في تيار سياسي ضمن وتحت اية تسمية لممارسة الحياة السياسية دون غيرها وتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 2216 والتوجه مع القوى السياسية الاخرى لمواجهة الخطر القادم الذي ينمو باضطراد وبايدلوجية عقائدية اذا كان ما يدعيه الانقلابيون انهم ضد الدواعش فلماذا لم يعلنون ذلك ويرفضون البيان المشترك مع الحكومة الشرعية لتأييد عملية تحرير وتطهير المكلا وابين المظلومة التي تجلد وتذبح في كل مرحلة سياسية وامنية دون سواها واصبح مواطنها بين فكين الجماعات المسلحة بكل تسمياتها وفقدان الثقة بقياداتها لما مر عليها من هول المحن والمصائب وفقدت لوحدها معظم شهداء الجنوب وفي كل ساحات معارك التطهير من قوات المخلوع صالح والانقلابيين الحوثيين وتلك الاحداث عقدت المشهد الجنوبي خاصة و اليمني عامة وزادت من صعوبة المرحلة وضاعفت معاناة المواطن جنوبا وشمالا بل خلطت كثير من الاوراق . الكويت غنية عن التعريف ولها من التقدير الجنوبي الكثير من الجميل كون جل مدارسنا الثانوية ومستشفياتنا كانت من ذلك العطاء الكويتي منذ ان وعينا على هذه الارض ولا يسعنا ان نسرد ما قدمته الكويت في هذا المرور غير انها كانت البداية لتقارب وجهات النظر جنوبا وشمالا وقد تكون فيها من يرسم خاتمة المصير للشعب الجنوبي الذي يرفض الارهاب والاقصاء وسلب ثرواته اذا ما تعنت تلك القوى عن فتح صفحة جديدة من المباحثات التي تفضي لوقف الحرب والتوجه للحلول السلمية ممارسة حقيقة لم يعد في هذه المرحلة ما يتاح للمراوغات والتحايل لان العالم هو اقرب اليوم لما يجري في اليمن مع الشرخ الاجتماعي والنفسي والتدمير الممنهج لكل مقدرات الشعب و الذي احدثته هذه الحرب الجائرة. وما يقدمه التحالف العربي يعد سابقة جديدة في ترك السبات العربي جانبا وبزوغ عهد جديد من التلاحم العربي الذي طال انتظاره واصبحت مسؤوليته تجاه اليمن قانونية وشرعية واستقراره واعادة ما دمرته الحرب التي فجرها الانقلابيون والمخلوع صالح وضرورة اكمال ما بدأ به التحالف حتى تعود حكومتها الشرعية ورئيسها المنتخب عبدربه منصور هادي والدخول في مرحلة جديدة لإخراج اليمن الاتحادي او الفيدرالي او ما تملية علينا المرحلة المصيرية لتحقيق حلم الجنوبيين وكما كانت الكويت هي البداية فربما اذا لم يعي الاخرون اهميتها ستكون النهاية بإذن الله مع تمنياتنا ان تجنح للسلام ويكفينا ما آلم بنا وغدا لناضرة لقريب
