آخر تحديث :الاثنين 11 اغسطس 2025 - الساعة:08:45:45
(خوباني) عدن .. وداعاً
محمد صداعي علي

الاثنين 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

هناك كثير من الأسر العريقة والتي لها علاقة مصيرية بعدن ولم تفارق عدن مهما كانت الظروف أكانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية أو عسكرية..  ومن هذه الأسر هذه الأسرة العريقة أسرة (الخوباني) أو عائلة (الخوباني) ، والتي ظلت على الدوام تضع عدن فوق كل شيء وهي الحياة والموت بالنسبة لها كما هو حال عائلات كثيرة وكبيرة في عدن مثل عائلة البيومي وعائلة الصعيري وعائلة خليفة وعائلة أمان وعائلة خليل وعائلة آل خليفة وعائلة حميدان وعائلة الزوقري وعائلة الدويلة وعائلة بازرعة وعائلة باشنفر وعائلة لقمان وعائلة سالم علي عبده وعائلة باذيب وعائلة طرموم وعائلة باشراحيل وعائلة النواصري وعائلة آل غانم.. وغيرها من العائلات ذات الوزن الاجتماعي مثل عائلة الخدابخش خان وغيرهم من آل خان.

 كلها عائلات قدمت لهذه الأرض الطيبة كل شيء طيب وجميل ولم تبخل على غيرها من المناطق في جنوبنا الحبيب في شيء على اليمن ، ولأن النسيج الاجتماعي مترابط في جنوب اليمن وليس اليمن الجنوبي أو في جنوب شبه الجزيرة العربية أو في الجنوب العربي ، كلها مسميات إذا ما سمع البعض يغتاظ ويرفض حتى الحديث عنها مع أنها تاريخية والذي لا يمكن أن نتنازل عنه مهما كانت الظروف والأوضاع، شاء من شاء وأبى من أبى . هذا هو التاريخ له إيجابياته  وله سلبياته ، والذي لا يملك أي تاريخ يصبح أضحوكة أمام الآخرين ؛ ولأننا نرتبط ارتباطاً مصيرياً بعدن ارتبطنا بها ارتباطاً أخويا وزمانيا مع رجالات عدن وكوادرها الوطنية في مختلف الظروف ، وتعلمنا من هذه الكوادر كلما هو طيب وجميل في مختلف مناحي الحياة، ففي عدن تعرفنا على هذا الرجل العملاق والرياضي البارز والمناضل الوطني الكبير "معتوق خوباني" رحمة الله عليه ورضوانه ، عندما ارتبطنا ببعضنا البعض انتقالنا من أبين التاريخ  إلى عدن التاريخ ، وكان هو ومجموعة من رفاقه من رجال ومناضلي جبهة التحرير يتعرضون للاعتقال بدون أي مبرر سوى أنهم من كوادر وقيادات جبهة التحرير ، وعندما تنقلنا في كل مرة إلى منزل كل واحد لم نسمع أي شيء سيء عن هذا أو ذاك ، وقلنا للأخ العزيز المناضل الكبير الشهيد المرحوم أحمد عمر سالم - رحمة الله عليه- : كفوا أيديكم عن هؤلاء الرجال الشرفاء الوطنيين الأوفياء منهم رجال ثورة 14 أكتوبر وليس هم رجال الثورة المضادة كما تدعي الأجهزة السيئة الصيت والسمعة فهؤلاء المناضلون هم من أفضل الكوادر والقيادات وهم من عائلة الخوباني التي أبت مغادرة عدن ويضرب بها المثل القائد العظيم الرئيس الشهيد / سالم ربيع علي رحمة الله عليه ورضوانه في حب عدن ، أمثال المثقف والقيادي والمناضل الوطني الكبير المرحوم أحمد ناجي قاسم رحمة الله عليه ورضوانه وهو صهر ابن عدن البار الأخ المناضل الوطني الكبير المرحوم / أحمد سالم علي عبده رحمة الله عليه ورضوانه ، الذي لم يقبل مغادرة عدن بالرغم من أننا قلنا له : "يا ابن ناجي قاسم سوف نأتي لك بترخيص من الرفيق سالمين وتوكل على الله إلى عند اصهارك" . فقال : "من يقول ذلك؟.. هنا سأبقى"،  وفضّل البقاء حتى غادر هذه الدنيا الفانية.. وعندما جاءت اعتراضات على سفر أولاده للدراسة في الخارج تحت مبررات واهية ، ذهبتُ أنا لمقابلة الأخ العزيز المناضل الوطني الكبير القائد الوطني الشهيد سعيد صالح سالم أبو ردفان رحمة الله عليه ورضوانه ، وزير أمن الدولة بعد جريمة 13 يناير 1986م، السيئة الصيت والسمعة ، قلنا له بالحرف الواحد : هؤلاء الأولاد والدهم رفض مغادرة عدن ، فكيف لا يسمح لأولاده بمغادرتها للدراسة وهذا حقهم المشروع فيرفض سفرهم من قبل نفس العقلية التي عبثت بكل شيء طيب وجميل في هذه الأرض الطيبة ، ونفس الشيء بالنسبة للأخ العزيز حسين عبدالله عندما رفض مغادرة عدن بعدما تعرض له الأذى من عناصر السوء .

 فهكذا عرفنا عائلة الخوباني أنهم من معدن الرجال المخلصين لعدن بدءاً بشقيقهم المناضل الوطني الكبير عبدالله خوباني (بوشكاش) كابتن نادي الجزيرة في المعلا سابقا ، وشقيقه المناضل الوطني الكبير التربوي المرحوم معتوق خوباني رحمة الله عليه ، والمناضل الوطني الكبير الدكتور أنيس خوباني رجل القانون ، فهذه العائلة أنجبت شخصيات ارتبطت ارتباطا مصيريا بعدن.

لن يستطيع أيّ كان أن ينكر دورهم إلا من كان جاحدا ، فأدوارهم النضالية لا تخفى على أي عين مهما رمدت لأننا نعرفهم كما نعرف أنفسنا ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص