آخر تحديث :الاحد 10 اغسطس 2025 - الساعة:23:24:31
تقرير خاص لـ"الأمناء" .. حضرموت بين شعارات الوعود وواقع الدم.. هل من خلاص قادم؟
(الأمناء / تقرير - غازي العلوي :)

احتجاجات غاضبة تملأ شوارع الوادي تواجه بالعنف المفرط

وعود العليمي في حضرموت.. هل كانت مجرد سراب؟

تريم : الوجه القبيح للإخوان يظهر في قمع الاحتجاجات السلمية

استعراض القوة على حساب شعب مظلوم.. العسكرية الأولى تفضح ازدواجية الخطاب

صمت بن حبريش.. هل هو دعم ضمني للقمع أم ازدواجية معايير؟

الانتقالي يدين القمع ويطالب بإخراج القوات العسكرية من الوادي

قمع دموي يفضح الوجه القبيح للإخوان !!

 

الأمناء / تقرير - غازي العلوي :

قبل نحو عامين، برز رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي في وسائل الإعلام ووعد أبناء حضرموت بصنع نموذج للدولة في محافظتهم، ورفع مستوى الخدمات، وتحسين الوضع المعيشي، وتنمية البنية التحتية التي طالما عانت من الإهمال. لكن مع مرور الوقت، تبددت هذه الوعود كدخان في الهواء، إذ لم يشهد المواطنون أي تحسن ملموس على الأرض، بل تفاقمت الأزمات الاقتصادية والأمنية، ما دفع بالكثيرين إلى التشكيك في جدية هذه الوعود.

 

التصريحات الرسمية التي كانت تضع حضرموت في مقدمة أولويات الحكومة، اصطدمت بواقع متردٍّ لم يكن يتوقعه أحد بهذا الشكل الحاد، فالأزمات التي تواجهها المحافظة زادت تعقيدًا بدلاً من التخفيف، وسط شعور متزايد بالإحباط والخذلان لدى السكان.

 

احتجاجات غاضبة تملأ شوارع الوادي

 

احتجاجات حاشدة انطلقت منذ أسابيع في مختلف مديريات وادي حضرموت، حيث عبر المواطنون عن غضبهم من تردي الخدمات الأساسية وانقطاع الكهرباء المستمر الذي يصل إلى أكثر من 15 ساعة يوميًا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود رغم تحسن قيمة الريال اليمني.

 

 

من مدينة سيئون التي شهدت مظاهرات ضخمة، إلى شبام وتريم، لم تقتصر الاحتجاجات على الشكوى من الأوضاع الاقتصادية فقط، بل طالبت بتغيير السلطة المحلية في الوادي ومحاسبة الفاسدين، ورفع المعاناة عن كاهل المواطن البسيط الذي بات يعيش تحت وطأة الفقر والتهميش.

 

تريم: قمع دموي يفضح الوجه القبيح لتنظيم الإخوان

 

شهدت مدينة تريم احتجاجات سلمية على الأوضاع المعيشية، لكن الرد كان دمويًا من قوات المنطقة العسكرية الأولى التي يعتقد أنها تابعة لحزب الإصلاح الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن. استخدمت هذه القوات الرصاص الحي لقمع المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل شاب وإصابة عدد آخرين، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 35 شخصًا قبل إطلاق سراحهم لاحقًا تحت ضغط الشارع.

 

هذا المشهد كشف الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان الذي لطالما حاول إخفاءه خلف شعارات الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان، وأكد أن الصراع معهم لم يكن مجرد خلاف سياسي بل معركة بقاء واستحواذ على السلطة بالقوة والقمع.

 

المنطقة العسكرية الأولى تفضح ازدواجية الخطاب

 

قوات المنطقة العسكرية الأولى لم تكتف بالقمع، بل استخدمت أسلحة ثقيلة ومدرعات وغاز مسيل للدموع ضد مدنيين سلميين في تريم، في مشهد صادم يفضح ازدواجية الخطاب السياسي الذي يرفع شعارات الدفاع عن حضرموت وكرامة إنسانها، لكنه يمارس أبشع أشكال القمع والبطش بحق أبنائها.

 

هذا الاستعراض الفج للقوة أثار سخطًا واسعًا في الأوساط الشعبية والسياسية، وجعل الكثيرين يشككون في نوايا وأهداف هذه القوات، التي بدلاً من حماية المواطن، صارت سببًا في تأزيم الوضع وتفاقم الأزمات.

 

صمت بن حبريش.. هل هو دعم ضمني للقمع أم ازدواجية معايير؟

 

عمرو بن حبريش، القيادي المعروف في حضرموت، لم يصدر عنه حتى اليوم أي موقف رسمي يدين قمع المتظاهرين في تريم، رغم شعاراته المتكررة بالدفاع عن ثروات المحافظة وكرامة إنسانها. هذا الصمت أثار جدلاً كبيرًا ووصفه الكثيرون بـ"الصمت المخزي" الذي يعكس ازدواجية المعايير التي يتبعها بن حبريش وفريقه.

 

يتساءل المواطنون كيف يمكن لمن يدّعي الدفاع عن حضرموت أن يغض الطرف عن انتهاك حقوق أبنائها، بينما يُمارس التبرير والتغطية على أفعال قوات القمع التي تنتمي إلى التحالف السياسي نفسه؟

 

الغضب الشعبي يطال وكلاء الفساد..

 

لم تقتصر الاحتجاجات على رفض الأوضاع المعيشية فقط، بل تصاعدت المطالب لتشمل تغيير السلطة المحلية ومحاسبة المسؤولين المتورطين في الفساد والفساد المالي والإداري، وعلى رأسهم وكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء الذي اتهمه المحتجون بالفساد وسوء الإدارة.

 

الشباب والناشطون يؤكدون أن استمرار الفساد هو السبب الرئيسي في تردي الخدمات وتفاقم الأزمات، ما يستوجب محاسبة الفاسدين والحد من استغلالهم للثروات والموارد السيادية للمحافظة.

 

من انقطاع الكهرباء إلى انقطاع الأمل.. أزمة متفاقمة تضرب حضرموت

 

الكهرباء التي تعد من أبسط متطلبات الحياة في حضرموت، باتت مشكلة يومية تؤرق السكان، إذ تستمر الانقطاعات التي تصل إلى أكثر من 15 ساعة يوميًا في خلق مأساة حقيقية، إذ يضطر المواطنون للعيش في ظلام دامس، وتتعطل مصالحهم وأعمالهم.

 

هذه الأزمة المتفاقمة أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي، وأدت إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي باتت تطالب بحلول جذرية وسريعة، بعيدًا عن الوعود التي لم تعد تُصدّق.

 

فضح ازدواجية المعايير في مواجهة الاحتجاجات

 

الصحفيون والناشطون المحليون سلطوا الضوء على ازدواجية المعايير التي تنتهجها السلطات في التعامل مع احتجاجات الوادي مقارنة مع احتجاجات الهضبة. ففي الوقت الذي تستخدم فيه قوات المنطقة العسكرية الأولى القوة المفرطة لقمع المحتجين في الوادي، فإن احتجاجات الهضبة التي أدت إلى تعطيل حركة قواطر النفط ظلت دون رد فعل مماثل.

 

هذا التفاوت في المعالجة أثار غضبًا واسعًا، وطرح تساؤلات حول جدوى هذه السياسات وأهدافها، وهل هي مجرد محاولة لإخماد صوت شعب مستاء.

 

الانتقالي يدين القمع ويطالب بإخراج القوات..

 

في موقف صريح، أدان المجلس الانتقالي الجنوبي القمع المفرط الذي مارسته قوات المنطقة العسكرية الأولى ضد المتظاهرين السلميين في تريم، مطالبًا بإخراج هذه القوات من الوادي كخطوة ضرورية لتهدئة الوضع ومنع المزيد من التصعيد.

 

لكن السؤال يبقى: هل ستستجيب السلطة لهذه المطالب؟ أم أن التصعيد سيستمر، مما قد يدفع الوضع إلى مزيد من الانفجار وعدم الاستقرار؟

 

حضرموت بين شعارات الوعود وواقع الدم.. ؟

 

تقف حضرموت اليوم على مفترق طرق صعب، بين وعود رسمية تتكرر بلا تنفيذ، وتصعيد شعبي يزداد غضبًا، وقمع دموي يزرع الخوف في النفوس. المحافظة التي تحمل إرثًا عريقًا من العلم والثقافة، تواجه اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على الصمود أمام تحديات الانقسام السياسي والأمني.

 

 

المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى هو استجابة عاجلة وواقعية من القيادات السياسية، تتجاوز الخطابات وتلبي المطالب المشروعة للمواطنين، لتجنب المزيد من التدهور وحماية أمن واستقرار حضرموت.

 

 


#
#
#

شارك برأيك