الاثنين 11 مايو 2025 - الساعة:19:47:45
إحتشاد النساء في ساحة العروض - ساحة الحرية - بالعاصمة عدن وعلى ذلك النحو الرائع والمشرف؛ وبغض النظر عن حدوث بعض محاولات حرف الهدف والموقف العظيم لحرائر وماجدات الحبيبة عدن؛ وهي حالات بائسة ومحدودة؛ وقد يكون للإنفعالات الغاضبة حضورها في هكذا وضع؛ ولكنها لن تنتقص من أهمية ودلالات الرسالة التي أوصلها هذا الحشد النسائي لكل الجهات المعنية دون إستثناء؛ وهو الموقف الذي يجسد وعلى نحو ساطع بأن التعايش مع هذه الأوضاع الكارثية لم يعد ممكنا بعد الآن.
لقد عبرنا مرارا وتكرارا خلال الفترة الماضية؛ من خطورة التجاهل المستمر لأصوات الناس وأنينهم جراء الجحيم الذي يعيشونه بسبب الأزمة الخانقة المركبة؛ ومن نتائج حرب الخدمات البشعة والقاتلة للحياة؛ وهي التعبير الأكثر وضوحا عن موقف وسلوك وعجز من يتحكمون بسلطة القرار والعبث بمقدرات البلاد؛ وفي مقدمتهم أبطال الفساد وأصحاب الأجندات السياسية المعروفة بعدائها للجنوب ومستقبل أجياله.
فقد تجرد هؤلاء من كل القيم والأخلاق وترجموا عمليا موقفهم اللا أخلاقي واللا إنساني واللا وطني كذلك وبأقبح صورة؛ وهي الأكثر إثباتا على قبحهم وجريمتهم بحق الشعب الذي حان له الوقت لأن ينتزع حقوقه واستعادة كرامته بيده وبكل الوسائل المشروعة والسلمية.
لقد فقد الناس الأمل بتحسن الأوضاع خلال الفترة القادمة؛ وباتوا على قناعة تامة بأن ذلك لن يكون؛ وبأن الرهان على صحوة ضمير ولو متأخرة عند القيادات المعنية بشؤون حياتهم إنما هو ضرب من الأحلام؛ بعد أن أثبتت التجربة فشلهم التام في إيجاد الحلول المناسبة ولو بحدها الأدنى.
إننا نتوجه هنا وبصدق وحرص وإخلاص بدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي؛ لإتخاذ ما يمليه عليه واجبه الوطني من إجراءات وتدابير عاجلة لوضع حد لهذا العبث الممنهج الذي تجاوز كل الحدود؛ وأن يترجم أهدافه الوطنية وتجسيد موقفه المنحاز للشعب وعلى نحو ملموس.
وأن يتقدم الصفوف في حركة الفعل والتصحيح والتغييرات المطلوبة؛ وبالتفاهم والتنسيق والتوافق الوطني مع بقية القوى والأطراف الوطنية الأخرى؛ التي تحرص على ذلك ويهمها إنقاذ شعبنا من وضعه المأساوي؛ وأمامه لتحقيق ذلك الكثير من الخيارات والبدائل الوطنية الممكنة والمتاحة.
ولن ندخل هنا بتعدادها وتحديد مسمياتها وصفاتها وطبيعة الإجراءات المشروعة للإقدام على أي خيار مناسب منها في هذه المرحلة؛ فقد سبق وأن قدمنا أكثر من رأي ومقترح بشأن ذلك خلال الفترة الماضية.
