آخر تحديث :الاثنين 05 مايو 2025 - الساعة:01:02:45
"ثمانية أعوام من العهد... الجنوب على درب الاستقلال"
(الامناء/خاص:)

بقلم : وسيم عارف العبادي 

ثمانية أعوام مرّت منذ أن كتب شعب الجنوب بيده صفحة جديدة في تاريخه النضالي حين خرجت الحناجر من كل مدينة وقرية لتفوّض القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، حاملاً سياسياً لقضية وطنٍ لم ينكسر ولم ينحنِ رغم الجراح والمحن
 لم يكن التفويض حدثاً عابراً أو لحظة انفعال عاطفي، بل كان تتويجاً لمسيرة طويلة بدأت بالحراك السلمي وامتدت إلى ساحات المواجهة ضد غزاة لا يعترفون بالحق ولا يحترمون إرادة الشعوب في تلك اللحظة الفارقة من تاريخ الرابع من مايو 2017م، قال الجنوبيون كلمتهم وأعلنوا ميلاد كيان يعيد ترتيب صفوفهم ويوصل صوتهم إلى العالم كيان يُعبّر عن تطلعاتهم ويحمل أمانة الأرض والدم.

ثمانية أعوام حملت في طياتها الكثير إنجازات سياسية وعسكرية رسّخت وجود الجنوب في معادلات القوى المحلية والإقليمية ووضعت قضيته على طاولة القرار الدولي نعم، تعثّرت بعض المسارات وواجهنا أزمات قاسية في الخدمات والاقتصاد لكننا لم نتراجع لأننا ندرك أن طريق الاستقلال لا يُعبَّد بالورود بل بالصبر والصمود والعمل المستمر. فكما هزمنا الجيوش الغازية في ميادين الحرب سنهزم بؤس الواقع بسلاح الإرادة ووحدة الصف.

وفي مثل هذا اليوم إذ نُحيي هذه الذكرى العظيمة فإننا نُجدد دعوتنا لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لبذل المزيد من الجهود والعمل بطاقة مضاعفة تتناسب مع حجم تطلعات الشعب الجنوبي ونشدد هنا بشكل خاص على ضرورة الالتفات إلى الوضع المعيشي الصعب الذي يثقل كاهل المواطن والاهتمام الجاد بالقطاع التعليمي الذي بات اليوم في حالة يرثى لها ميتاً لا حراك فيه ولا صوت يعلو له التعليم هو روح الشعوب وركيزة النهضات والمعلم هو الباني الحقيقي للأمم والحضارات.

 ومن هنا نقولها بصوت واضح: لا استقلال، ولا دولة، بلا علم وتعليم
 وإذا كنا نطمح إلى استقلال قريب ومشروع دولة حقيقية فعلينا أن نبدأ من هنا، من المعلم، من المدرسة، من قاعات الدرس، فهي المصانع التي تخرج الرجال وتصنع القادة وترسم معالم الغد.

اليوم، نقف أمام ذاكرتنا الجماعية لنستلهم منها معنى الصبر وقوة الإيمان بالقضية ونمضي قدماً خلف قيادتنا التي كانت ومازالت على العهد، نُجدد الثقة، نُشدّ الأيادي، ونقول للعالم: الجنوب قرر، وقرار الشعوب لا يُكسر.




شارك برأيك