
كُشف مؤخرًا عن واحدة من أبشع قضايا النصب والاحتيال التي عرفتها البلاد، حيث وقع المواطن عبدالله حمادي، وهو أحد أبناء محافظة لحج ويعاني من مرض السرطان ومُقعد على فراش المرض منذ ثلاثة أشهر، ضحية لعملية احتيال مدروسة نفّذها المدعو علي حسن قحطان قايد، من أبناء مديرية العدين بمحافظة إب.
وبحسب إفادة الضحية، فقد تلقى اتصالًا من الجاني يوم الأحد الماضي، مدعيًا أنه يمثل جمعية خيرية متخصصة في دعم مرضى السرطان، ومبشرًا إياه بتحمل كامل نفقات علاجه وسفره، شريطة أن يقوم بتغطية تكلفة تذكرة سفر المرافق فقط.
وبعد إرسال التقارير الطبية المطلوبة، أُبلغ المريض بأنه تم الموافقة على طلبه، وأن موعد السفر سيكون يوم الخميس الموافق 18 يونيو 2025. غير أن الجاني طلب منه تحويل مبلغ 2000 ريال سعودي، بزعم حجز تذكرة المرافق، ليتم إرسال المبلغ عبر إحدى شركات الصرافة باسم الشخص المذكور، ومن محافظة تعز الخاضعة للحكومة الشرعية، بحسب تأكيد فرع القطيبي للصرافة.
وفي يوم السفر الموعود، انتظر المريض وذووه التذاكر الموعودة، لكن الجاني بدأ بالمماطلة قبل أن يغلق هاتفه ويختفي عن الأنظار، ما شكل صدمة نفسية وإنسانية كبيرة للمريض الذي لم يكن يتمسك سوى بخيط أمل في رحلة علاج طال انتظارها.
الضحية عبدالله حمادي أكد في اتصال باكٍ أن ما حدث له يمثل "جريمة مكتملة الأركان"، معربًا عن قهره من استغلال مرضه ومعاناته لأغراض النصب والابتزاز.
من جهته، وجّه ناشطون نداءً عاجلًا إلى أبناء مديرية العدين للتعرّف على الجاني ومطالبته بالمساءلة، كما دعوا الجهات الأمنية إلى التحرك العاجل للقبض عليه وتقديمه للعدالة، مطالبين وسائل الإعلام والنشطاء بتبني القضية ونشر تفاصيلها على أوسع نطاق.
وأكد المتضامنون أن الصمت إزاء مثل هذه الجرائم يمثل تواطؤًا غير مباشر، ويسهم في تمكين المحتالين من التلاعب بآلام وكرامة المرضى والمحتاجين.



