
تعيش العاصمة المحتلة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، على وقع كارثة صحية متصاعدة، مع تزايد حالات الإصابة باضطرابات معوية حادة وإسهالات مميتة، وسط تحذيرات طبية جدية من تفشي وباء الكوليرا بصورة وبائية تهدد أرواح الآلاف.
وأكدت مصادر طبية متطابقة أن مستشفيات الثورة العام والجمهوري والكويت الجامعي تشهد اكتظاظاً غير مسبوق في أقسام الطوارئ، نتيجة توافد أعداد كبيرة من المصابين بمضاعفات صحية خطيرة، بعضها تطور إلى فشل كلوي، فيما سُجِّلت حالات وفاة متتالية خلال الأيام القليلة الماضية، وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية والأدوية الأساسية.
وتأتي هذه الكارثة وسط انهيار شبه كلي للقطاع الصحي في صنعاء، في ظل فساد إداري واسع وتجاهل تام من قبل سلطات الحوثيين التي فشلت في التعامل مع الأزمة أو احتوائها، بل وتواصل إخفاء الأرقام الحقيقية للضحايا، ما يُفاقم الوضع ويعيق جهود الاستجابة الطارئة.
وبينما يعاني المواطنون من انعدام مياه الشرب النقية، وتكدّس النفايات، وانهيار أنظمة الصرف الصحي، ترتفع المخاوف من تحوّل العاصمة إلى بؤرة وبائية يصعب السيطرة عليها، خصوصًا في ظل غياب أي تدخلات فعالة من الجهات المعنية أو المنظمات الدولية.
ويحذّر مراقبون من أن الصمت الحوثي إزاء تفشي الكوليرا قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة، ما لم يتم التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتوفير الاحتياجات الطبية الضرورية قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة كليًا.