
سلّطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير تحليلي للباحثة إليزابيث براو من المجلس الأطلسي، الضوء على عودة عصابة الحوثي – وكلاء إيران في اليمن – إلى تنفيذ هجمات عنيفة ومنظمة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، محذّرة من تصعيد جديد يستهدف البحارة بشكل مباشر باستخدام تكتيكات أكثر شراسة وتعقيدًا.
وأوضح التقرير أن العصابة استأنفت عملياتها البحرية، بعد فترة هدوء نسبي منذ مطلع 2024، عبر هجمات تضمنت صواريخ كروز وزوارق انتحارية وزرع متفجرات، وأسفرت عن غرق سفن ومقتل أو احتجاز عدد من البحارة المدنيين، غالبيتهم من الفلبين والهند وروسيا.
ولفتت المجلة إلى أن هذه الهجمات تسببت في إرباك خطوط الشحن العالمية، وأجبرت العديد من الشركات على تحويل مسار سفنها بعيدًا عن قناة السويس. ودعت إلى دور أكثر فاعلية للهند في التصدي للتهديد الحوثي، بالنظر إلى عدد البحارة الهنود العاملين في المنطقة وقدرات نيودلهي البحرية المتقدمة.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذا التصعيد الدموي لعصابة الحوثي هو الأشد منذ بداية هجماتها على سفن الشحن التجارية في عام 2023، حيث نفّذت عصابة الحوثي هجمات مروعة ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، بدأت في 6 يوليو بهجوم على سفينة "ماجيك سيز" قبالة سواحل الحديدة، حيث أُجبر الطاقم على الفرار بعد إطلاق النار عليهم، قبل أن يفخخ الحوثيون السفينة ويفجّروها، لتغرق بالكامل.
وفي اليوم التالي، تعرّضت سفينة "إترنيتي سي" لهجوم أعنف، استخدمت فيه العصابة قنابل صاروخية، زوارق انتحارية، وصواريخ كروز وباليستية، ما أدى إلى مقتل 8 بحارة، وفقدان 8 آخرين، واحتجاز 6 كرهائن من جنسيات فلبينية وهندية وروسية.
وأشارت فورين بوليسي إلى أن الهجمات تعكس تحولًا خطيرًا في تكتيكات عصابة الحوثي نحو استهداف مباشر للبحارة وتدمير السفن عمدًا، ما دفع شركات شحن عالمية إلى تغيير مساراتها بعيدًا عن قناة السويس، في ظل تهديد متزايد للملاحة الدولية وسلامة أطقم السفن في أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
وتأتي هذه الهجمات ضمن مساعي العصابة لتعطيل الملاحة الدولية، في إطار تنفيذ أجندات النظام الإيراني وممارسة الضغط في مفاوضاته مع القوى الدولية، في وقت يدفع فيه اليمنيون الثمن الأكبر، حيث تتعرض منشآتهم الحيوية لدمار واسع جراء الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، ما يزيد من معاناتهم الاقتصادية والإنسانية.