
تخادم قذر بين الحوثي والإخوان.. الهدف حضرموت!
اتهامات لبن حبريش بتنفيذ أجندات تُضعف قوات النخبة الحضرمية
حضرموت بين خيارين: التماسك أو الانزلاق إلى فوضى أعمق
تحركات مريبة تهدد حضرموت: من المستفيد من إشعال الشارع؟
حضرموت تحت الضغط !!
في مشهد يعكس احتدام الصراع السياسي والقبلي في محافظة حضرموت، تصدرت تصريحات محافظ المحافظة مبخوت مبارك بن ماضي، التي أطلقها خلال اجتماع طارئ في المكلا، واجهة الأحداث، لتضع التحركات السياسية والاحتجاجات الأخيرة تحت مجهر الرصد والتحليل.
خلال الاجتماع الذي جمع القيادات الأمنية والعسكرية، شدد بن ماضي على أن "حضرموت ملك لكل أبنائها"، داعيًا إلى حماية وحدتها واستقرارها ومؤسساتها، ومؤكدًا رفضه القاطع لأي دعوات للفوضى أو التخريب. المحافظ حذر من أن الرهان على الانقسام أو اللعب على وتر الفتنة، سيضع أمن المجتمع وسبل العيش في خطر بالغ.
خلفيات المشهد المتوتر
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المحافظة موجة احتجاجات شعبية متجددة، تغذيها أصوات محلية تتهم السلطة بعدم الاستجابة لمطالب أبناء حضرموت، فيما يرى مراقبون أن هذه التحركات ليست كلها عفوية، بل يجري توظيف بعضها سياسيًا وقبليًا لخدمة أجندات ضيقة.
ويؤكد مقربون من المحافظ أن جزءًا من هذه التحركات يدار من خارج الإطار الرسمي للمطالبة بحقوق حضرموت، ويتحول تدريجيًا إلى أداة ضغط سياسية تهدد استقرار المحافظة، خاصة في ظل الوضع الأمني الحساس والبيئة الإقليمية الملتهبة.
بن حبريش في قلب الصراع
وسط هذه الأجواء، يبرز اسم الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، كأحد أبرز اللاعبين في المشهد الحالي، إلى جانب شخصيات أخرى مثل سالم الغربي. الاتهامات الموجهة لهما تتراوح بين السعي لإضعاف قوات النخبة الحضرمية، وإثارة الغضب الشعبي ضدها، وصولًا إلى محاولة إعادة تشكيل موازين القوى داخل المحافظة عبر تحركات قبلية منظمة.
ويعتبر مقربون من السلطة المحلية أن تحركات بن حبريش تسعى لتغليب الطابع القبلي على القضايا الحضرمية العامة، وتحويل المطالب الجامعة إلى أهداف تخدم دائرة ضيقة من المصالح، وهو ما يراه بن ماضي تهديدًا مباشرًا لوحدة الصف الحضرمي ومؤسساته الأمنية والإدارية.
اتهامات بالتخادم بين الخصوم التقليديين
اللافت أن المشهد الحضرمي الحالي يكشف عن معادلة أكثر تعقيدًا، إذ يشير مراقبون إلى وجود "تخادم غير معلن" بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، على الرغم من الخلافات الأيديولوجية والميدانية بينهما. الهدف المشترك، بحسب هؤلاء المراقبين، هو إضعاف النموذج الأمني الذي تمثله قوات النخبة الحضرمية ومنع تمدده إلى وادي حضرموت، حيث ما زال النفوذ الإخواني قويًا.
هذا "التقاطع في المصالح" يتجسد في السعي لإبقاء حضرموت في حالة عدم استقرار، ومنع أي تقارب بين مكوناتها الجنوبية، إضافة إلى تغذية الانقسام الداخلي وزرع الشكوك بين القبائل والمكونات السياسية.
المستفيدون والخاسر الأكبر
من الناحية السياسية والأمنية، تحقق جماعة الإخوان مكاسب من خلال الحفاظ على مواقعها في وادي حضرموت، فيما يستفيد الحوثيون من استمرار حالة الإرباك في الجنوب، ما يضعف الجبهة المناهضة لهم. وفي الحالتين، يبقى المواطن الحضرمي هو الضحية الأبرز لهذه الصراعات، حيث تتفاقم أزماته المعيشية نتيجة تدهور الخدمات، خاصة الكهرباء والمياه، وارتفاع الأسعار، وتراجع النشاط الاقتصادي.
مصادر محلية أكدت أن استمرار الفوضى السياسية ينعكس مباشرة على حياة المواطنين، إذ تتعطل المشاريع الخدمية وتتراجع فرص الاستثمار، بينما تتزايد معاناة الأسر مع كل أزمة كهرباء أو ارتفاع جديد في أسعار السلع الأساسية.
تحذيرات المحافظ ورسائله السياسية
تصريحات المحافظ بن ماضي الأخيرة لم تكن مجرد دعوة عامة للاستقرار، بل حملت رسائل واضحة للأطراف المتصارعة في الداخل والخارج. فقد شدد على ضرورة وقف أي توظيف سياسي أو قبلي لقضية حضرموت، مؤكداً أن المحافظة ليست ساحة لتصفية الحسابات أو اختبار موازين القوى.
وحذر بن ماضي من أن استنزاف الموارد الأمنية والاقتصادية في صراعات جانبية سيؤدي إلى إضعاف مؤسسات الدولة، ويفتح الباب أمام التدخلات الإقليمية التي تبحث عن موطئ قدم لها في حضرموت، مستغلة حالة الانقسام.
خيارات حضرموت بين التماسك والانفجار
المشهد الراهن في حضرموت يقف على حافة مفترق طرق؛ فإما أن تتجه الأطراف المحلية نحو توافق يحافظ على وحدة الصف ويعيد ترتيب الأولويات نحو التنمية والأمن، أو أن تستمر حالة التجاذب التي قد تدفع المحافظة نحو مرحلة أكثر تعقيدًا من الفوضى السياسية والأمنية.
ويرى محللون أن بن ماضي، رغم التحديات التي يواجهها، يراهن على دعم الشارع الحضرمي الذي يرفض العودة إلى الفوضى، لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى تحرك سياسي وأمني متوازن يحد من نفوذ القوى المناوئة له، وفي مقدمتها التحركات القبلية بقيادة بن حبريش التي تشكل، بحسب وصف المقربين من المحافظ، "تهديدًا حقيقيًا لمشروع الدولة في حضرموت".
حضرموت تحت ضغط غير مسبوق
حضرموت اليوم تحت ضغط غير مسبوق، إذ تتشابك فيها الخلافات السياسية مع الحسابات القبلية، وتتقاطع فيها أجندات محلية مع مصالح إقليمية ودولية. تصريحات بن ماضي الأخيرة ليست سوى انعكاس لحالة القلق من الانزلاق نحو مرحلة خطيرة، فيما تستمر التحركات التي يقودها بن حبريش في تغذية الجدل والانقسام.
ومع استمرار هذا الصراع، تبقى المحافظة أمام تحدٍّ مصيري: إما أن تنتصر لمشروع الدولة والاستقرار، أو أن تسمح لمشاريع الفوضى أن تعيد رسم ملامحها السياسية والأمنية على حساب المواطن الحضرمي ومستقبله.
