
كشفت وثيقة رسمية مسرّبة، الخميس، عن علم السلطات المحلية والأمنية في محافظة تعز المسبق بهوية ونوايا قاتل مديرة صندوق النظافة والتحسين افتهان المشهري، والتي لقيت حتفها صباح اليوم برصاص الجاني، رغم تلقيها تهديدات علنية خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب الوثيقة، فإن القاتل سبق أن اقتحم مقر إدارة الصندوق بالقوة قبل أيام، وأغلقه وهدّد مديرته المشهري بالقتل أمام موظفين وشهود، غير أن الجهات الأمنية اكتفت بمحاولات شكلية لاحتواء الموقف، دون اتخاذ أي إجراءات حازمة لردعه أو توفير حماية للضحية.
وفي جريمة مروّعة هزّت مدينة تعز، أقدم الجاني صباح اليوم على اعتراض سيارة المشهري في جولة سنان، وأطلق عليها أكثر من 20 رصاصة في الرأس وأجزاء متفرقة من جسدها، ما أدى إلى وفاتها على الفور، في حادثة تؤكد – وفق ناشطين – وجود تقصير أمني واضح، خاصة مع وجود بلاغات رسمية سابقة توثق تهديداته العلنية.
وأفاد شهود عيان أن الجاني فرّ من المكان بعد تنفيذ الجريمة، فيما أغلقت قوات الأمن محيط المنطقة وشرعت في عمليات ملاحقة، وسط غضب شعبي واسع يطالب بمحاسبة القيادات الأمنية التي تجاهلت التحذيرات المسبقة.
وتداول ناشطون صوراً من الوثيقة الرسمية التي تثبت تلقي السلطات بلاغات مؤكدة عن اقتحام القاتل للصندوق، وتفاصيل تهديده المباشر للمشهري، معتبرين ما جرى "فضيحة أمنية" وجريمة مركبة يتحمل مسؤوليتها القاتل ومن قصّر في واجبه بحماية مسؤولة حكومية تعرضت لتهديدات معلنة.
وطالب حقوقيون بسرعة القبض على الجاني وتقديمه للعدالة، وفتح تحقيق شفاف مع قيادات الأجهزة الأمنية في تعز حول تقاعسها عن أداء واجبها، مؤكدين أن الجريمة تمثل اختباراً حقيقياً لسلطات المحافظة في فرض سيادة القانون وإنصاف الضحية وأهلها.
.jpg)