آخر تحديث :الجمعة 19 سبتمبر 2025 - الساعة:13:32:40
منتدى منبر عدن للحوار وتعزيز قيم التصالح يقيم ندوة هامة تجمع نخبة جنوبية متنوعة
(الأمناء / خاص)

في خطوة تعكس استشعارًا للأخطار المحدقة بالأوضاع في المحافظات المحررة، أقام منتدى "منبر عدن للحوار"** اليوم ندوة بعنوان "التصالح والتسامح". شهدت الندوة مشاركة واسعة من نخبة من الكوادر الأكاديمية والعسكرية والسياسية من مختلف المحافظات الجنوبية، في محاولة للبحث عن مخرج للأوضاع الراهنة.

تأتي هذه الفعالية في وقت تتصاعد فيه التوترات السياسية بين الأطراف الشريكة في مجلس القيادة الرئاسي، مع تلويح المجلس الانتقالي بإعلان حالة الطوارئ. وقد تصاعدت المخاوف من الانقسام الجنوبي بسبب الخطابات المناطقية التي تذكيها أطراف مختلفة.

---
دعوات لتوحيد الصفوف وتصحيح المسار

افتتح رئيس منبر عدن للحوار، الشيخ علي بن شنظور، الندوة بالحديث عن أهمية الحوار، مشيرًا إلى أن الندوة تستضيف المهندس محمد محسن الردفاني، الذي يُعتبر منسق مشروع "التصالح والتسامح" الجنوبي. وقدم الحضور الشكر لمن ساهموا في ذلك المشروع الذي انطلق عام 2006م، مؤكدين على أهمية الحفاظ عليه والدعوة لإيجاد إطار يهتم بالتوعية وتجسيد تلك القيم المثلى.

توالت المداخلات التي حملت دعوات ملحة لوحدة الصف الجنوبي. حيث عبّر اللواء قايد عاطف، وكيل وزارة الداخلية للموارد البشرية، عن سعادته بوجود هذه النخبة الوطنية القادرة على إرساء مداميك التصالح. وأكد على أن تضحيات الجنوبيين لا يجب أن تذهب سدى، مشددًا على أهمية الخطاب العقلاني.

من جانبه، أشار الدكتور فضل مكوع إلى الأوضاع المدمرة التي يعيشها المواطن وغياب المسؤولية، داعيًا إلى التحرك المسؤول وتشكيل لجان توعوية في مختلف المحافظات. واستشهد بالدور الكبير الذي لعبه منتدى الفقيد قائد عاطف ومركز يافع للدراسات والحوار في الماضي.

--الأمير محمد العفيفي يحذر من تكرار المأساة

في مداخلة مؤثرة، عبر الأمير محمد العفيفي عن سخطه من تكرار الأحاديث حول التصالح والتسامح التي أصبحت مملة، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان للعمل الملموس. وتحدث عن الألم الذي يحمله في داخله، وكيف أن الإنسان قد يتسامح في كل شيء إلا في *فقدان أخيه*. واستذكر أخاه الذي حكم عليه بالإعدام، في إشارة إلى مأساة شخصية، محذراً من مغبة تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.

---سبل المضي قدمًا نحو دعم الإصلاحات

لم تخلُ الندوة من توجيه انتقادات لمن تبنوا مشروع التصالح. فقد أكد الدكتور صالح الجبواني على ضرورة وجود رؤية وأهداف واضحة للمشروع تواكب ما حدث من متغيرات بعد عام 2015م. فيما ذهب أبو أصيل الكربي لدعوة المجلس الانتقالي إلى تصحيح أي سلوكيات ممن ينتمون له تسيء للانتقالي وتضر بقضية الجنوب.

وفي مداخلة لـ الوكيل حسين الجنيدي، وهو ممثل الهيئة الشعبية الجنوبية ونائب رئيس مكون حلف قبائل الجنوب، أشار إلى أن التصالح والتسامح وحدهما لا يكفيان، بل يجب أن يتبعهما التعايش والشراكة ومكافحة الفساد، منبهًا إلى أن الجنوبيين يتسمون بالاستعجال في اتخاذ المواقف.

أما الصحفي *صلاح السقلدي*، فأشاد بمشروع التصالح والتسامح كمبدأ جنوبي أصيل، مؤكدًا أن الأطراف الشمالية تسعى دائمًا لإذكاء النعرات المناطقية بين الجنوبيين.

العميد يحيى السراري يحذر من تجاهل المشكلة

ذكّر العميد يحيى السراري المشاركين الذين قالوا إن الجنوبيين قد تصالحوا وتسامحوا، بضرورة عدم تجاهل الأحداث الأخيرة، مشيرًا إلى الحرب التي دارت في عام 2018، ومؤكدًا أن المشكلة لا تزال قائمة ويجب الوقوف عليها. وروى العميد السراري أنه التقى بالصدفة أحد زملائه العسكريين في جبهة العرقوب وسأله عن سبب اختفائه، فأجابه بأنه ضمن قوات الحرس الرئاسي السابق. وأضاف: "كلنا جنوبيون وهدفنا الجنوب... ولا بد من معالجة ما يضر بمشروع التصالح والتسامح".

-مداخلات أخرى

 أكد اللواء صالح زنقل على أهمية الحفاظ على ما تحقق وترك الخلافات البينية حتى تأتي دولة كفيلة بالتنافس الحزبي، والاهتمام بالبناء المؤسسي، وإيجاد إطار يهتم بقيم التسامح والتصالح.
 رحّب الأستاذ سعيد اليهري أمين عام هيئة الوفاق، بالدعوة، مؤكدًا استعداده لأي جهد يعزز الحوار والشراكة وقيم التصالح.
 أكد العميد علي عامر نائب مدير أمن لحج، على أن التصالح موجود ولكن مطلوب تعزيزه بآليات عمل تهتم بالبناء والتنمية وهي كفيلة بتحقيق التعايش والخير، وأن لا يظل الجنوب أسيرًا لتكرار نفس القضايا منذ عام 2006.
 أشاد الشيخ محسن الفضل  بهذه الدعوة وجهود منبر عدن، ودعا إلى الخروج من السلبيات والتركيز على العمل النموذجي، كما دعا الانتقالي إلى إصلاح ما يمكن بوصفه الكيان الجنوبي الذي يمتلك مواقع قرار في السلطة.
 أشاد كل من اللواء علي ناجي عبيد ولعميد وهيب بن سلم الحضرمي بالمبادرات الدائمة لرئيس ومنبر عدن للحوار، وطالب العميد وهيب بأن لا تتوقف هذه الجهود دون متابعات لخلاصتها مع الجهات المختصة.

-ختام الندوة

وفي الختام، تحدث  لمهندس محمد محسن الردفاني عن أهمية إعادة إحياء مشروع التصالح والتسامح والدفع به، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون تيارًا يعمل ببرنامج شامل. من جهته، شدد الدكتور علي ابوبكر الزَّمكي على أهمية دور الإعلام كلاعب رئيسي في دفع مشروع التصالح والتسامح.

واختتم الندوة **الشيخ علي بن شنظور مقدماً شكره للجميع وقارئاً خلاصة لأهم نتائج الندوة، مؤكداً أن هذه المبادرات نابعة من الحرص على استقرار وسلام الجنوب، وأنها مبادرات طوعية. كما قدم شكره لأبو إبراهيم الخلاقي ولكل من تواصل مع الندوة وأكد دعمه لما يخدم البناء والسلام والحوار والتصالح.

مخرجات الندو

 استمرار اللقاءات للتنسيق مع النخب الجنوبية.
 الحفاظ على هذا المشروع وتطويره وإيجاد وسيلة أو إطار جامع للعمل عليه.
 الاهتمام برأس المال لدعم هذا المشروع.
 العمل على تصحيح الأخطاء وإيقاف العبث.

- حضر الندوة

حضر الندوة، إلى جانب من تم الإشارة لهم وأحاديثهم، عدد آخر من المساهمين في النقاش، منهم: الكابتن طيار محمد هيثم السقاف(أبو صلاح)، *الكابتن قاسم حريز *، **الدكتور أحمد القطبة العوذلي الاستاذ سالم صالح الدياني العميد حسين الحالمي العميد ناصر باصميع الأستاذ علي محمد الحمزه العميد ركن محمد مسعد الناشط نادر نوشاد خان وآخرون.


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك