الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00
هناك ريب في امتطاء الحزب التكفيري الإصلاحي لـــــــموجة التطور التراجيدي للإحداث التي تفاقمت مؤخرا بين أقطاب النظام اليمـــني , ولم تظهر هذه الحدة إلى حين ترك هادي صنعاء مستقرا في عدن.
كان في ما مضى عقب انقضاء وتفكك الثورة الشبابية وتحولها إلى معمعان الصراع السياسي في أروقة الحوار لا يجروا على رفع شكواه العادية فـــي مواجهة الأنصار واستدام به المقام حتى مع نزوح أركان حكمه إلى المنفى عقب اجتياح الأنصار للعاصمة صنعاء .
كما أن الحزب الإصلاحي المعتمد علـى سطوه البندقية في ترسيخ تواجده ونفوذه لم يشهد له أن لجئ لحملها في حرف سفيان مجاهرة وفـــي صعده ورغم أكثريته وقوته التي يمتلكها فانه عدّل عن أسلوب المواجهة وتجنبها آخر ما تجنب في أب حيث قاعدته القوية التي دوما ما كانت تنافس المؤتمر في منعتها وتجييشها .
ليس ذلك فحسب فان الإصلاح ليس من الخافي على المتابع انه يمتلك مـن القيادات العليا والوسطية والقاعدية ما يفوق الكم الهائل الذي كان مـحسوب على الطاغية صالح في صفوف الجيش اليمني ,وقد عقدت صفقات مواربة وتخفي بين الشريكين محسن وصالح لإخفاء سوءاتهم عقب حرب 1994م وما تلاها من شد وجذب تنازعا على فيد وغنائم الحرب .
لم يكن الإصلاح من الضعف بحيث ينسحب هارب خلف هادي يجر أذيال الهزيمة تاركا الساحة لحركة أنصار الله هكذا مهابة وخوفا إلا لنية شيطانية في نفسه المستجيبة للتحولات ولبصيرته النافذة فــي عمق الازمات ونيته التخفي لمرحله قادمة .
لقد قراء توجهات هادي ويعلم علم اليقين انه لن يصل عدن لكي يؤثر السكينة والهدوء لالتزامات كبيرة تملى عليه وتشكل بالنسبة للإصلاح فرصة مواتية لرفع رصيده وتلميع صورته ومن خلال تواجد هادي في عدن يستطيع جر الأنصار إلى المساحة التي يستطيع أن ير ى قـــوتهم الحقيقية واستراتيجيتهم العقائدية وبنيتهم التنظيمية وأنصارهم في الجنوب .
وليس أصلح من الجنوب مساحة مميزة وعمق مفتوح لتصفية حساباته بإمكانيات الآخرين ومن دون ان يخسر أي من عناصره لإيقاع الأنصار في مصيدة جديدة وفرض طوق يستطيع أن يرى ما يرضيه من هزائم ودماء في صفوف الأعداء .
قد يتساءل أحد عن نقاط التقائهم مع هادي وطبيعة المصلحة الــــمشتركة والتي قد يفهمها البعض أنها ناتجة للانقلاب على نظام الحكم ولكنها عبارة عن خلق اصطفاف ديمـغرافي جديد فــــي هوية الخارطة السياسية لليمـــن الموحد عام 90م ربما تكون على أساس توحد الشافعية تحت راية الإصلاح ضد الزيدية دينيا وتحت حكم الرئيس عبدربه هادي سياسيا .
ومثلما كان تحالف هادي والأنصار سببا في جلاء الإصلاح عن عــــدن وخفوت نجمهم بات تفكك التحالف سببا أيضا في بروز نجمهم مرة أخرى وعودتهم إلى عدن .
