
في مشهد يثير تساؤلات ولا يخلو من مفارقات، التقت القيادة السعودية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة، في لقاء هيمن عليه الحديث عن قضايا إقليمية شائكة مثل سوريا والعراق، بينما غاب الملف اليمني تماماً عن التصريحات الرسمية، رغم ما له من ثقل إنساني واستراتيجي في المنطقة.
تجاهل الملف اليمني بحسب مراقبون لـ"الأمناء" في هذا التوقيت يفتح الباب أمام قراءات متعددة، بعضها متفائل يرى في ذلك مؤشراً على نية سعودية لطي صفحة الحرب التي أثقلت كاهل المملكة والمنطقة على حد سواء، في سبيل التفرغ لمشاريعها التنموية الطموحة ضمن "رؤية السعودية 2030". لكن في المقابل، لا تخلو هذه القراءة من القلق، إذ يخشى البعض أن يكون إقصاء اليمن من جدول المباحثات مؤشراً على تراجع الاهتمام أو محاولة للهروب من استحقاقات سياسية وإنسانية لم تُحسم بعد.
ويرى مراقبون في تصريحات خاصة لـ"الأمناء" أن الرياض، التي تبنّت مؤخراً نهجاً أكثر هدوءاً في علاقاتها الإقليمية، تسعى لإغلاق ملفات الصراع تدريجياً، وهو توجه لا يخلو من الحكمة في ظل التحولات الاقتصادية الكبرى، لكنه قد يُنظر إليه أيضاً كخطوة ناقصة إن لم تقترن برؤية شاملة تُنهي المأساة اليمنية بحلول حقيقية تحفظ كرامة اليمنيين وتراعي تداعيات الحرب.
وفي ظل الصمت الرسمي حيال الأزمة اليمنية خلال زيارة ترامب، يبرز تساؤل مشروع: هل أصبح اليمن ورقة مطوية في دفتر السياسة السعودية؟ أم أن تجاهله مؤقتٌ ومرتبط بحسابات اللحظة؟ وبين ما يُقال وما يُخفى، تبقى المخاوف قائمة من أن يُترك اليمن معلّقاً بين حرب لم تُنهِها البنادق وسلام لم يأتِ بعد.