الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00
أي خلاف قد يؤدي إلى صراع وتناحر (جنوبي - جنوبي) مرفوض رفضاً تامًا مهما كانت المبررات والأسباب ، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة من تاريخنا، هناك الكثير من الأمور بحاجة إلى دراسة دقيقة ومراجعة الحساب قبل الندم، وأول الأمور التي يجب أن نضعها في الحسبان هي أن العدو لا زال يشكل تهديداً خطيراً وكبيراً علينا من خلال عناصره الموجودة في الجنوب والتي تعمل ليل نهار من أجل بث سمومها بين رفاق السلاح والنضال ، وأخطر تلك العناصر هي التي تعمل في مجال الإعلام وخصوصا الموجودة في مواقع التواصل وتعمل على تغذية أي خلاف بسيط وتعمل منه قضية ويهدفون من خلال ذلك إلى التأسيس لمرحلة صراع جديدة بين الجنوبيين لإضعافهم وبالتالي إدخالهم في متاهة طويلة الأمد والمستفيد بالأخير هي القوى المعادية لثورتنا الشعبية وقضيتنا الوطنية الأساسية المتمثلة بهدف الشعب الأكبر والأسما (التحرير والاستقلال ).
ولهذا نطلب من كل العناصر الوطنية المخلصة إلى عدم الانجرار وراء الشائعات التي يروّج لها العدو والتي يهدف من خلالها إلى صدام مباشر بين القوى الجنوبية بمختلف فصائلها ومكوناتها ، ونرجو أن يستفيد الجميع من عِبَر الماضي ودروسه وهي كثيرة وأهمها الصراع الجنوبي الجنوبي الذي حدث قبل الاستقلال وبالتحديد في يناير 1966م بين رفاق السلاح والنضال وما تلتها من مآسٍ وخسائر فادحة ألحقت ضرراً كبيراً بالأرض والإنسان الجنوبي.
ومن هنا أيضا ندعو جميع الجنوبيين مجلس انتقالي ومقاومة جنوبية وقوى وطنية جنوبية أخرى إلى التأسيس لمرحلة جديدة من الحوار البنّاء بعيدا عن الشطط والتعصب والمزايدة والنزق الذي قد يؤدي بثورتنا إلى منعطفات خطيرة ومصير مجهول وغير محسوم النتائج.
أيضا يجب التأكيد من قبل الجميع على أن العدو الأساسي هو من حاربنا واجتاح بلادنا في صيف 1994م وأعاد الكرة في 2015م بدون تمييز فلا هذا ملاك ولا ذاك شيطان ، فالكل مشارك في جرم استباحة الجنوب وتدميره الأولين (عفاش وأزلامه و جحافله القبلية وعلى رأسهم ميليشيات الإصلاح التكفيرية الإرهابية) والآخرين (الحوثيين وميليشياتهم الإجرامية) كلهم أعداء ولا بدّ من تطهير الأرض الجنوبية منهم ولا يمكن السماح لهم بأي حال من الأحوال التواجد على الأرض الجنوبية مهما كانت الحجج والمبررات ، فكلهم أعداء لشعبنا وقضيتنا ومواقفهم واضحة ومعلنة، أما فيما يخص النازحين الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء الجنوبيين ولم يشاركوا في أي أعمال معادية لنا فلا مانع من دخولهم كنازحين بشروط.
ختاما نقول : الحوار .. ثم الحوار.. ثم الحوار.. فهو خير طريق للمّ الشمل وتوحيد الصف ، ومن خلال الحوار ستتضح الرؤية أكثر وسيتم تجميع كل القوى المختلفة في الجنوب كـ (جبهة وطنية عريضة ) لمواجهة العدو وفرض واقع جديد على الأرض يجعل جميع القوى الأساسية في الإقليم والعالم والقوى المحلية التقليدية تعمل حساباً لنا وتتعامل معنا بشكل إيجابي ، وبهذا نكون قد قطعنا أيادي الشر المتربصة بنا والتي تريد أن تجرنا إلى مربع الصراع والتناحر وتأخير عجلة ثورتنا إلى عشرات الخطوات العكسية.
