
وتصاعد الاعتراضات الرسمية السرية داخل وزارة الخارجية الأمريكية (Dissent Cables) على الدعم المفتوح لإسرائيل.(1)
البنتاجون يخطر الكونجرس بغرفتيه النواب والشيوخ بخطاب رسمي أن الجيش الأمريكي لن يوفر حماية بدءا من الغد لأية وفود برلمانية أمريكية تزور إسرائيل. وفسّر ذلك بانتشار قواته الخارجية في أوكرانيا، وفي تايوان، وليس لديهم القدرة على تأمين حماية أمنية رفيعة المستوى في إقليم ثالث.
وفي تقدير مصادرنا الخاصة، ربما يكون ذلك تحسبًا للمواجهة الإقليمية الموسعة، فأراد البنتاجون ممارسة ضغط على الكونجرس لتقليل الدعم المفتوح للجنون الإسرائيلي.
أما التهديد بوقف إمداد إسرائيل بالذخائر، فقد حدث بالفعل، لكن تنفيذه يتطلب قرارًا رئاسيًا، وهو ما يخضع لحسابات أخرى معقدة.
** في الوقت نفسه، بدأ الضغط الشعبي والإعلامي المضاد لآلة الدعاية الصهيونية يؤتي ثماره، حيث بدأ عدد من أعضاء الكونجرس في المطالبة العلنية بوقف إطلاق النار، ووصل الضغط لبعض أعضاء فريق بايدن، الذين بدأ الخلاف يدب بينهم خوفًا من الأثر الاستراتيجي على أمريكا لاستمرار المذابح
وقد فرض التفاعل الشعبي العالمي الواسع، بما فيه مظاهرات التضامن الحاشدة في قلب واشنطن العاصمة، أن تنتشر كلمة “فلسطين” و”حق الفلسطينيين” في كل مكان، وأن يظهر اسم “فلسطين” في الإعلام الأمريكي لأول مرة بعد غياب طويل لأكثر من عقد.
** من ناحية أخرى، يسود الرضا الأمريكي عن الأداء المصري منذ بداية الاشتباكات في 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم؛ خصوصًا في تأمين مرور الناقلات العسكرية في قناة السويس وتأمين المضايق الاستراتيجية وإتاحة المجال الجوي، فضلا عن إدارة معبر رفح.
ورغم من الاطمئنان إلى الموقف الاستراتيجي لمصر، إلا أن مخاوف الإدارة الأمريكية الحالية جادة جدًا من إعادة ترتيب علاقاتهم في الشرق الأوسط، أو كما يقولون: يخافون من إعادة تفنيط الكوتشينة التي رتبها هنري كيسنجر من نصف قرن، ولا يزالون يلعبون بالأوراق بالترتيب القديم نفسه!
** وتفيد المصادر أن بلينكن قد ألح في زيارته الأخيرة في طلب هدنة مؤقتة لكن الجانب الإسرائيلي تجاهل هذا الطلب تمامًا عازمًا على استكمال المرحلة الثانية من الحرب (الاجتياح البري طويل المدى). وقد رهن الاستجابة لمطلب وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن.
** أما داخل وزارة الخارجية الأمريكية، فتفيد المصادر أن السفراء الأمريكيين من الأصول العربية وغيرهم من الدبلوماسيين قد أرسلوا العديد من برقيات الاحتجاج أو الـDissent Cables التي صعدت إلى الدور السابع، حيث مكتب بلينكن ومكاتب مستشاريه، اعتراضًا على في الدعم المطلق لإسرائيل
و"برقيات الاحتجاج" هي آلية رسمية سرية تمكّن السفراء والدبلوماسيين من إرسال اعتراضاتهم لوزير الخارجية في شؤون معينة، من دون أن يؤثر ذلك على وضعهم في الوزارة.
وقد وقعت مواجهة صريحة بين بلينكن وبعض مستشاريه، وتسربت بعض الإشارات عنها إلى وسائل الإعلام الأمريكية.