آخر تحديث :الخميس 22 مايو 2025 - الساعة:00:27:04
الإسلام السياسي وأجندة تمزيق الجنوب تحت غطاء الوحدة، 
(كتب ناصر المشارع)

 

الوحدة اليمنية لم تكن مجرد مشروع سياسي، بل كانت هدفاً سامياً و جنين حملته ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضمن مشروعها القومي العربي  لتحقيق الوحدة العربية الشاملة .
 في الجنوب  كانت شعارات القومية والوطنية جزءا  لا يتجزأ من الفكر السياسي  للنظام والشعب ، وظل هدف  الوحدة مسألة مبدأ غير قابل للمساومة .
لكن ما لم يكن في الحسبان أن الطرف الآخر جاء يحمل نوايا مبيتة مخطط  لها بإحكام وفق  أجندة خارجية رسمتها أجهزة استخبارات دولية، ونفذتها أدوات محلية تحت عباءة ما يسمى ، بـ جماعات الإسلام السياسي ،، 
بدأت هذه الجماعات في التحشيد قبل وبعد إعلان الوحدة ، و استقدمت  العناصر التكفيرية من مختلف أنحاء العالم، في  مؤامرة  تهدف إلى إنهاء  الشريك الجنوبي . يتخللها مقدمات لتشويه سمعته في الداخل اليمني .
عند   إعلان  الوحدة ، باشرت هذه الجماعات بتنفيذ مخططها، في تعبئة  الشارع  أولاً. ضد الدستور فخرجت المظاهرات بالملايين ، وثانياً من على  منابر المساجد ، و في المعسكرات ووسائل الإعلام  للتحريض على القيادات الجنوبية ، وإتهامها بالكفر والإلحاد. والهدف البدء ب تنفيذ  مخطط الاغتيالات و تصفية الكوادر الجنوبية ، دون أي رفض شعبي يقف ضد تلك التصفيات ، وهو مالمسناه   في الصمت المريب للشمال والمساند للجماعات الإرهابية، إلى أن اختتمت  مشروعها  بالحرب الظالمة في صيف 1994 لهدم كيان الشريك الجنوبي ومحوه من الوجود  .
بعد سنوات أستدرك النظام اليمني خطرها  وحاول التخلص منها ، لكنه أبقى على كثير أدواتها  داخل مفاصل الدولة، ك جهاز  الأمن السياسي والمخابرات،  وفي أهم الوزارات ومنها التربية والتعليم ، والأوقاف، ووحدات الجيش،  لتواصل تنفيذ مشروعها التخريبي، مستهدفة التعليم والنسيج الاجتماعي الجنوبي، وهو ما لا يزال مستمراً حتى اليوم.
 لهذا ، ومن زاوية النضال الجنوبي ، فإن الحرب على هذه الجماعات يجب أن لا  تتوقف، لأنها معركة وجود، ومعركة وعي.  لا يمكن التفريط  فيها ، أو التساهل في خطرها ،  حتى لايهدم مابناه الجنوب بدماء الشهداء وتضحيات الأحرار.
 وتبقى الجزئية الأهم  في  تجفيف منابعها ، مع الاستفادة  من تجارب دول عربية كالأردن ومصر والإمارات في محاربتها، فالمعركة ضد التطرف مشروع وطني وأخلاقي ينسجم مع التطلعات الإقليمية والدولية ويمثل الدرع الحصين لجنوبنا المنشود .

 




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل