
مشروع " بن حبريش " لا يخدم حضرموت بل يعيد إنتاج أدوات الفشل منتهية الصلاحية
من تناقضات " حبريش " :
- تحركه نحو الساحل الحضرمي الآمن وتجاهله وادي حضرموت الخاضع لسيطرة المنطقة العسكرية الأولى وخلايا الارهاب
- حاول تحجيم النخبة الحضرمية كنموذج رائد للأمن وسعى لتفكيكها عبر نشر قوات قبلية موالية له والاحتلال اليمني
- رفع شعار "الحكم الذاتي لحضرموت" وأعلن تأييده لبرلمان القوى الشمالية التي نهبت حضرموت لعقود
- تحركاته لا تصب في مصلحة حضرموت، بل تُعيد إنتاج أدوات الفوضى والانقسام
الأمناء / خاص:
يثير تحرك عمرو بن حبريش نحو مناطق الساحل الحضرمي تساؤلات مشروعة، خاصة أنه يسعى للتواجد في مناطق تُعد نموذجًا للاستقرار بفضل قوات النخبة الحضرمية، التي نجحت في تطهيرها من عناصر القاعدة.
في المقابل، يتجاهل بن حبريش بشكل لافت وادي حضرموت، حيث تسيطر المنطقة العسكرية الأولى، المعروفة بارتباطها بمراكز النفوذ الشمالية وبتغذيتها للجماعات الإرهابية.
فهل أصبح الساحل الآمن هو الهدف؟ ولماذا لا يوجه جهوده إلى الوادي حيث الحقول النفطية ومصدر الثروات؟
تفكيك التوافق المجتمعي حول النخبة الحضرمية :
منذ تأسيسها، شكلت قوات النخبة الحضرمية إجماعًا واسعًا بين أبناء حضرموت، كونها تمثل كل مناطق المحافظة، وكانت عنوانًا للتوازن والانضباط.
لكن بن حبريش، بدلاً من دعم هذا النموذج، يحاول تفكيكه عبر نشر قوات قبلية موالية له، ما يهدد التماسك الاجتماعي ويعيد حضرموت إلى مربع الانقسام والصراع.
فلمصلحة من يُستهدف هذا الإنجاز؟ ومن المستفيد من تحجيم دور نخبة قدمت التضحيات لحضرموت؟
شعارات "الحكم الذاتي"… غطاء لتحالفات قديمة :
يرفع بن حبريش شعار "الحكم الذاتي لحضرموت"، لكن مواقفه العملية تتناقض تمامًا مع هذا الخطاب.
فهو يعلن صراحة تأييده لقوى الشمال التي نهبت حضرموت لعقود، ويستند إلى برلمان منتهي الصلاحية لطعن الإرادة الشعبية الحضرمية.
كيف يمكن الوثوق بمشروع حكم ذاتي يتكئ على أدوات مركزية كانت ولا تزال سببًا في معاناة المحافظة؟
رفض الحوار واحتكار تمثيل حضرموت :
بن حبريش يرفض دعوات الحوار مع القوى الفاعلة في حضرموت، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بالشعبية الأكبر.
يُصر على فرض رؤيته بالقوة، دون تفويض شعبي حقيقي، وهو ما يعمق الشرخ الداخلي ويغلق أبواب التوافق.
فهل من يريد مصلحة حضرموت فعلاً يعزل الآخرين ويحتكر تمثيلها باسمه فقط؟
خاتمة: مشروع لا يخدم حضرموت بل يعيد إنتاج أدوات الفشل
كل المؤشرات تدل على أن تحركات بن حبريش لا تصب في مصلحة حضرموت، بل تُعيد إنتاج أدوات الفوضى والانقسام.
وإذا استمر هذا المسار، فإن المحافظة مهددة بفقدان منجزاتها، وإدخالها في صراع يخدم الخصوم التاريخيين لحضرموت، لا أهلها.
وفي مقال له بعنوان : " بن حبريش يخالف إرادة أبناء حضرموت " قال الصحفي الجنوبي عادل العبيدي :
" لم يسبق لعمرو بن حبريش أن نادى باسم حضرموت كمشروع مستقل إلا بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي زادت حدة ذلك النداء الشاذ مع استكمال سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على كل محافظات الجنوب عسكريا وأمنيا وإداريا وسياسيا وشعبيا التي لم يتبقى منها غير تحرير مديريات وادي وصحراء حضرموت ، هذا يعني أن ما يدعو إليه بن حبريش اليوم من مشروع باسم حضرموت ماهو إلا نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحمل على عاتقه مشروع استكمال تحرير مديريات وادي وصحراء حضرموت عسكريا من ميليشيات الإخوان العسكرية المتواجدة فيه ومن ثم إعلان استعادة دولة الجنوب المستقلة تحقيقا للهدف النضالي الجنوبي الذي له هتف شعب الجنوب قاطبة من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا " .
بن حبريش ومشروع اليمننة :
وجاء في سياق مقال الكاتب " العبيدي " أن " خروج عمرو بن حبريش مؤخراً وما ورد في كلمته التي ألقاها في 5 أبريل 2025م لم تكن حضرموت هي كل همه حسب ما أدعاه ، بقدر ما كان هدفه هو بقاء حضرموت ضمن اليمننة ومشروع اليمن الاتحادي ، وهذا قد تجلى في تناقضات بن حبريش مع نفسه ومخالفته الصريحة لإرادة أبناء حضرموت ، وقد تجلت تلك المخالفات برفضه قرار حلف قبائل حضرموت بإقالته من رئاسة الحلف ، بعدم نزوله عند رغبة أبناء حضرموت في أن يكونوا إقليم ضمن دولة الجنوب المستقلة الفيدرالية التي عبروا عنها في عدة مليونيات شعبية في الساحل والوادي ، محاولته عزل حضرموت وأبنائها عن ممثلهم الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته الممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ونائبه فرج سالم البحسني ورئيس المجلس الانتقالي في محافظة حضرموت ، أيضا بتحديه لشعار تحرير الوادي واجب الذي رفعه أبناء حضرموت بصوت واحد أثناء زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لحضرموت خلال شهر رمضان " .
وأضاف " العبيدي " من تناقضات بن حبريش أيضا التي أدعاها باسم حضرموت بأن حضرموت وثرواتها تهمه هو تشجيعه لمليشيات الإخوان ببقاء احتلالهم لوادي وصحراء حضرموت ، التي يرى في بقائهم حماية للمشروع الذي يدعيه باسم حضرموت ، وهذا يعني موافقته وتأييده في استمرار نهب ثروات حضرموت لصالح القوى اليمنية المتنفذة التي لها تدين ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى بالولاء .
وأختتم " العبيدي " بعد قرار الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي وإجماع أعضاء حلف قبائل حضرموت بإقالة بن حبريش من رئاسة الحلف لم يعد لأبن حبريش أي صفه يحق له بها التكلم باسم حضرموت أو باسم قبائل حضرموت ، وبالمسارعة في إعلان مجلس شيوخ الجنوب العربي على مستوى الجنوب ككل وعلى مستوى المحافظات وتفعيل عملها عندها سيخرص بن حبريش وإلى الأبد من التفوه بأي مزاعم خارجة عن أهداف ومبادئ الثورة الجنوبية باسم حضرموت أو باسم قبائلها.
