
أكد مسئول حكومي تعرض ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية الى هجمات مجهولة بطيران مُسير.
وفال أنور العامري، مدير عام شركة النفط اليمنية بالحديدة مسؤول لـ"إرم نيوز" بأن حريقاً واسعاً اندلع يوم الأربعاء الماضي، في ميناء "رأس عيسى"، إثر هجوم بطائرة مسيّرة مجهولة الهوية، استهدف ناقلة محمّلة بالغاز المستورد، بعد أربعة أشهر على آخر استهداف.
وقال العامري، بإن الميناء النفطي ومواقع تتبع الحوثيين في شمال البلاد تتعرّض منذ أيام لهجمات ليلية متكررة، عبر طائرات مسيّرة غير معروفة، وأسفرت إحدى الهجمات عن مقتل أحد موظفي الشركة.
واستبعد العامري أن تكون هذه العمليات "غير المتبناة"، متصلة بأنشطة ترميم ينفذها الحوثيون لإعادة تأهيل الأضرار التي أحدثتها الغارات الأمريكية والإسرائيلية التي طالت ميناء "رأس عيسى" خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن الميناء النفطي "لا يحتوي على أي بُنى تحتية يمكن إعادة تأهيلها"، سوى حاضنات الوقود التي دمرتها الولايات المتحدة في غاراتها العنيفة التي استهدفتها في أبريل الماضي، والهجمات الإسرائيلية التي تلتها.
واضطرّ الحوثيون إلى استخدام وسائل بدائية لنقل النفط من السفن والناقلات الراسية قبالة الميناء، إلى صهاريج شاحنات النقل مباشرة، عبر أنابيب مطاطية يتم تجهيزها ونقلها إلى الميناء عقب حدوث الضربات، لـ"ضمان استمرار إمدادات الوقود التي تسير بوتيرة بطيئة للغاية"، وفق العامري.
ويثير تكتّم الحوثيين الاستغراب، إذ منعت السلطات في صنعاء نشر أي أخبار متعلقة بـ"الهجمات المجهولة"، مع الاكتفاء بجمع أجزاء الطائرات المسيّرة وتصويرها بعد كل استهداف، دون أي إشارة إلى هجوم أو اتهام جهة ما.
ورغم ذلك ، كسر الهجوم الأخير الذي استهدف ناقلة غاز في الميناء محاولات مليشيا الحوثي التكتم على هذه الهجمات المجهولة.
حيث كشف وسائل إعلام وصحفيون باكستانيون ، تفاصيل إضافية عن الهجوم ، مؤكدين بان الناقلة كانت تحمل غازاً إيرانياً ، وعلى متنها 27 بحاراً منهم 24 باكستانياً ، جرى احتجازهم بالقوة من قبل السلطات بالميناء.
مؤكدين بان مصير البحارة منذ وقوع الهجوم على الناقلة يوم الأربعاء وحتى مساء الجمعة لا يزال مجهولاً ، وسط تصاعد المخاوف على سلامتهم ، ونشر نشطاء باكستانيون صورة قالوا بأنها للناقلة وهي تحترق جراء الهجوم.
كما نشر صحفيون باكستانيون صوراً لمناشدة من أهالي البحارة تطالب السلطات في إسلام أباد بالتدخل ، وإنقاذ ذويهم الذين وصفوا وضعهم حالياً بانهم باتوا "رهائن".
وتضاربت التحليلات حول الجهة التي تقف خلف هذه الهجمات ، حيث رجح خبراء وقوف إسرائيل خلف هذه الهجمات ضمن سياستها لفرض حصار جوي وبحري خانق على مليشيا الحوثي.
الا أن خبراء آخرين استبعدوا ذلك بالنظر الى طبيعة إسرائيل بالتفاخر بأي هجمات تشنها على جماعة الحوثي ، مرجحين وقوف أمريكا خلف هذه الهجمات لفرض قرارها الذي أصدرته في ابريل الماضي بحضر وصول المشتقات النفطية الى مليشيا الحوثي.
مشيرين الى أن أمريكا قد تلجأ لهذه الهجمات دون الإعلان عن هذه الهجمات، مكتفية بتحقيق حصار نفطي على جماعة الحوثي دون كلفة سياسية علنية، خصوصًا بعد توصلها إلى اتفاق معهم قبل أشهر، يوقف الضربات المتبادلة واسعة النطاق.