الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00
الوطن الآن في بوابة الدخول في كارثة تعصف بالوطن لتشتعل القلوب قبل البنادق والرصاص.
ما حصل خلال الفترة الماضية وبالأخص منذ مطلع العام 2015م ينذر باحتقان مجتمعي كبير بدأ يتحول إلى كرة نارية كبيرة ستنفجر في أي لحظة .
هل ستنفجر في الشمال أم الجنوب الكل يتساءل ؟
ولكني ما زلت متعلقا بقشة الأمل في أن يراجع الجميع تصرفاته وأن يكون الوطن هو المقياس والمعيار لتصحيح تصرفاته .
لا يوجد أي مبرر منطقي لما يحصل الآن في وطننا الحبيب .
البعض يفسر الهدوء الحذر الذي يعيشه الوطن بأنه إعلان استسلام وأنه يأس من المقاومة.
وأنا أجيب بأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة .
العاصفة التي ستقتلع الجميع وفي مقدمتهم الوطن.
تفجير المنازل وقطع الطريق والاختطافات وتحويل الوطن إلى سجن كبير يتصارع الجميع داخله، نعم جميع الاطراف في وطني في سجن كبير.
ليس خطير ذلك كله.
الخطير هي الاثار النفسية والاجتماعية التي ستشق القلوب وتمزق مشاعر الحب والثقة في الاخر.
وتلك الجروح إذا فتحت لن تعالج ولن تندمل في وقت قريب بل سيتم توارثها جيلاً بعد جيل وتبدأ روح الانتقام ترتفع حتى يفنى الجميع ويفنى الوطن.
ويبقى تراب الوطن سجنا كبيرا للجميع.
ويتصارعون بداخله من المصاب ومن القتيل هو الوطن.
كنت قد أحجمت عن الكتابة لما يحصل في وطني الحبيب ومؤمن بأن الله لن يترك وطني يضيع.
لكن لم أعد أصبر لقد طفح الكيل ونفد الصبر وبدأت أصيح بأعلى صوتي .
كفى ... كفى ...كفى.
كفى عبثاً بوطني الحبيب.. مازال عندي أمل.. مازال عندي أمل أن وطني لم يدخل عميق العاصفة ومازالت حبال الأمل ممدودة ليمسك الجميع بحبل الأمل .
حبل الأمل الآن تراجع الجميع من الدخول في عمق العاصفة وفتح حوار جديد.
دون ضغط دون عنف دون إملاءات، الكل حر ولكل شخص ما يريد؟؟ إلا ضياع الوطن.
إذا انقطعت حبال الأمل وحصلت الكارثة سيتمنى الجميع الرجوع إلى هذه اللحظة لتقديم التنازلات وكبح جموح رغبة الهيمنة والسيطرة والتحكم.
فقد ولدتنا أمهاتنا احراراً .
من لديه مظلمة لا يعالجها بظلم الاخرين، لأنها ستدور الأيام ويصبح هو الضحية مرة أخرى وحينها لن ينفع الندم.
فكما قيل في القديم القريب(الظلم مظهر ضعف لأن القوي لا يحتاج إلى أن يظلم أحداً)
لا يوجد قوي الآن في وطني، لأن الجميع يظلم .
الظلم يضعف القوي ويضيع الوطن.
تكميم الأفواه ضعف يجب أن تفتح الأفواه والأقلام والنوافذ والأبواب ليكتب الجميع ما يريد ليحلم الجميع بما يريد.
الثورة هي تغيير ايجابي.. الثورة بناء وليس تخريب.. الثورة حرية وتحرير وليس حبس وقيد
الثورة أمن ومساواة وعدالة لا خوف ولا تمييز ولا ظلم ..الثورة سلم وشراكة لا حرب واستئصال الثورة حياة لا قتل لا موت، الثورة .. الثورة.
للجميع في وطني الحبيب هل تعرفون ماهي الثورة؟
وفي الأخير:
مازال عندي الأمل ولكن أخشى وقوع الكارثة.
*عضو الهيئة الاستشارية لـ وزارة حقوق الإنسان
مسئول شئون النيابة العامة بنقابة موظفي القضاء
